صحيفة الثورة نيوز - أفادت مصادر سياسية تونسية بأن إقالة رئيس الحكومة التونسية، أحمد الحشاني، جاءت في أعقاب نشره لفيديو استعرض فيه حصيلة عمل حكومته خلال العام الماضي. وأظهرت اللقطات الحشاني في موقف مرتبك، حيث تحدث عن إنجازات حكومته بطريقة لم تكن متوافقة مع تطلعات الرئيس قيس سعيد، الذي بدا غاضبًا في جولاته الميدانية نتيجة تدهور الأوضاع وتكرار انقطاعات المياه والكهرباء. وقد ظهر الحشاني في الفيديو واثقًا من نفسه ومن إنجازات حكومته، وهو ما يُعتقد أنه أغضب الرئيس، الذي يرى أن أداء الحكومة لم يكن بالفاعلية المطلوبة ولم يحقق تحسنًا ملموسًا في حياة المواطنين.
كما قام الحشاني في الفيديو بتضخيم حجم الإنجازات المحققة، مما خلق انطباعًا بأن حكومته قد حققت نجاحات كبيرة، وهو ما يتعارض مع الواقع الملموس، حيث اقتصرت مهام الحكومة على عقد الجلسات الرسمية، في حين كان الرئيس سعيد هو الذي يقوم بالعمل الأبرز من خلال التواصل المباشر مع المواطنين، والاستماع إلى شواغلهم، والتدخل بشكل فوري لحل مشاكلهم العاجلة رغم التحديات البيروقراطية التي تواجه مختلف المؤسسات.
أما السبب الآخر وراء إقالة الحشاني فيعود إلى فشل حكومته في التصدي للنفوذ المتغلغل في الإدارة، وعجزها عن منع تلك اللوبيات من عرقلة مشاريع الدولة والخدمات الأساسية المقدمة للمواطنين، وهو ما تجلى بوضوح في أزمة انقطاع المياه المتكرر، والذي اعتبر محاولة متعمدة لإثارة استياء المواطنين وتحريضهم ضد الدولة.
تجدر الإشارة إلى أن الحشاني تم تعيينه قبل عام بمهمة واضحة تتمثل في إصلاح الإدارة وتفكيك اللوبيات المؤثرة فيها، وتأتي الإقالة كدلالة على فشله في تنفيذ تلك المهمة.