
صحيفة الثورة نيوز - في تطور جديد يثير القلق، حذّر المهندس محرز الغنوشي من المعهد الوطني للرصد الجوي من مؤشرات مناخية خطيرة بدأت تظهر مبكّراً هذا الصيف. وكتب في منشور له أن منطقة البحر الأبيض المتوسط تعيش على وقع «صفيح ساخن»، مشيراً إلى أن درجات الحرارة في بعض المناطق تجاوزت المعدلات العادية بأكثر من 5 درجات مئوية، وفق ما أظهرته صور الأقمار الاصطناعية من مركز كوبرنيكوس الأوروبي لمراقبة الغلاف الجوي.
الغنوشي أشار أيضاً إلى أن هذه الظواهر تأتي منذ بدايات فصل الصيف، ما قد ينذر بموسم خريفي غير معتاد، وربما يحمل تقلبات مناخية حادة. وكتب أن "كل السيناريوهات ممكنة"، مؤكداً أن تغيّر المناخ هو أكبر خطر يهدد البشرية خلال السنوات المقبلة، داعياً إلى الحذر والوعي بخطورة الوضع.
من جهته، أكّد المرصد التونسي للطقس والمناخ أن موجة الحر الحالية ناتجة عن تمدّد المرتفع الإفريقي، الذي يهيمن على الأجواء في تونس وعدة بلدان من شمال إفريقيا وأوروبا الغربية. هذه الكتلة الهوائية الحارة أدت إلى ارتفاع درجات الحرارة بشكل لافت وغير معتاد.
المرصد نوّه أيضاً إلى تأثير احترار مياه البحار، لا سيما البحر الأبيض المتوسط، على المنظومة البيئية البحرية، موضحاً أن هذا الاحترار يزيد من كميات بخار الماء في الغلاف الجوي، ما قد يخلق ظروفاً جوية خطيرة مع بداية فصل الخريف، خاصة إذا تزامن مع نزول منخفضات جوية قوية.
ورغم التأكيد أن هذه الملاحظات لا تعني بالضرورة أن تونس ستشهد خريفاً كارثياً، إلا أن البلاد تظل ضمن المنظومة المتوسطية المعنية بهذه التغيرات، مما يدفع الخبراء إلى رفع درجة الحذر والتأهب لأي تطورات غير متوقعة خلال الأشهر القادمة.
في ظل هذا المشهد المتقلب، يواصل العلماء والخبراء دق ناقوس الخطر، موجهين الأنظار نحو أزمة المناخ التي لم تعد قضية مستقبلية بل أصبحت واقعاً يفرض نفسه يوماً بعد يوم.
الفيديو:
