
صحيفة الثورة نيوز - فُجع سكان صفاقس برحـ ـييل كهل يُدعى أشرف السويدي، في حريق داخل محلّ العطورات الخاص به وسط المدينة.
ما زاد من تعقيد الموقف هو انتشار فيديو سابق لأشرف وهو يهدي زوجته سيارة فاخرة، مشهد جسد فيه الفرح والحب والصدق، لكنه أثار في نفس الوقت موجة من التكهنات والاتهامات من البعض الذين ربطوا هذا الفرح المعلن بـ"عين حسود" تسببت في مصيبته.
في ظل هذه الأجواء المتوترة، تدخل المحامي منير بن صالحة ليُوجه رسالة صريحة ومؤثرة، يرفض فيها بشدة هذه التأويلات ويؤكد على إنسانية الفقيد بعيدًا عن الخرافات والتفسيرات السطحية. قال بن صالحة: "أشرف لم يكن من علية القوم ولا من أصحاب النفوذ، بل كان شابًا بسيطًا غنيًا بمشاعره الصادقة. اقتنى لزوجته سيارة فخمة وأهداها لها بكل حب وصدق، لم يكن استعراضًا أو تظاهرًا، بل كان يؤمن أن الفرح لا يجب أن يُخبأ. لقد شارك فرحته مع من يحب، وكانت ابتسامته رسالة واضحة للعالم بأن الحب هو إسعاد الآخر."
وأضاف المحامي:
"لكن للأسف، تحولت هذه اللحظة النبيلة إلى مادة للتأويلات السلبية، حيث بات البعض يتحدثون عن 'العين' و'الحسد' وكأنها قوى خفية تحكم مصائر الناس. في أمريكا وأوروبا، الملايين ينشرون صورهم في اليخوت، والقصور، والسيارات الفارهة، دون أن يُتهموا بعيون الحسد أو يُرجموا بالتعليقات السلبية. فلماذا يُلاحق الفرح البسيط في مجتمعاتنا؟"
وختم بن صالحة حديثه قائلاً:
"رحم الله أشرف، فالأقدار لا تُصاغ بتعليقات الناس ولا تحكمها خرافات الحسد. ما نخافه في 'العين' هو في الحقيقة خوف من نور لا نريد أن نراه في غيرنا."
هذا التصريح لاقى تفاعلًا واسعًا، حيث أعاد النقاش حول مدى تأثير الموروثات الثقافية وخرافات الحسد على مواقفنا من الفرح والنجاح، وأكد على ضرورة إعادة تقييم النظرة إلى مثل هذه الظواهر وسط مجتمع يتوق إلى التفاؤل والفرح الحقيقي.