
أخبار تونس العاجلة من الثورة نيوز - انتشرت خلال الساعات الأخيرة موجة واسعة من المنشورات والتدوينات التي تزعم استقالة الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، وتحدّثت بعض الصفحات حتى عن تخليه عن السيارة الوظيفية المخصّصة له بصفته على رأس الإدارة المركزية للمنظمة.
هذا السيل من الأخبار سرعان ما واجه ردًّا شديد الوضوح من داخل الاتحاد نفسه، حيث خرج الأمين العام المساعد سامي الطاهري لينفي بشكل قطعي كل ما يتم تداوله، مؤكّدًا أن الحديث عن استقالة الطبوبي لا يعدو أن يكون مجرد شائعات لا تستند إلى أي معطيات حقيقية، وأن تداولها يجري في سياق محموم هدفه التشويش وإرباك الرأي العام. كما أكّد الاتحاد بدوره عدم صحة الخبر الذي نشرته صحيفة الشروق بخصوص استقالة أنور بن قدور من المكتب التنفيذي، مشيرًا إلى أن ما رُوّج لا يمثل الواقع بأي شكل.
وفي خضم هذا الجدل، قدّم المحلل السياسي سرحان الشيخاوي قراءة لافتة لما يجري، إذ اعتبر أن الأشخاص الذين يقفون اليوم خلف نشر هذه الروايات كانوا في وقت سابق من أشد المدافعين عن الطبوبي، بل ومن المقربين إليه داخل محيطه النقابي. وذكّر بأن هؤلاء كانوا منخرطين في معاركه، مستعملين مختلف الأساليب للدفاع عنه، ولم يترددوا حينها في مهاجمة الأصوات التي كانت تنتقده سواء من داخل الاتحاد أو خارجه. إلا أن تحوّلًا مفاجئًا بدا على مواقفهم، مع اقتناعهم بأن مرحلة جديدة داخل المنظمة النقابية قد تكون بصدد التشكل، وأن وجوهًا أخرى مرشحة لتصدر المشهد خلال الفترة القادمة، وهو ما دفعهم – وفق رأيه – إلى استهداف نور الدين الطبوبي شخصيًا، سعيًا إلى الاصطفاف مبكرًا مع الفريق المتوقع أن يقود الاتحاد مستقبلاً.
وسط هذا المناخ المشحون، يبدو أن الاتحاد يواجه حملة تأويلات وتخمينات متسارعة، فيما يصرّ مسؤولو المنظمة على أن القيادة ما تزال تمارس مهامها بشكل عادي، وأن كل ما يروج لا يعدو أن يكون ضجيجًا لا يغيّر من واقع الأمور شيئًا.