القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / إعلان حالة الطوارئ في تونس: مهندس مختص يكشف الأسباب وما ينتظرنا / Video Streaming


أخبار تونس العاجلة من الثورة نيوز - تشير المعطيات المناخية الحديثة الصادرة عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أن منطقة شمال إفريقيا والشرق الأدنى تسير في مسار احترار أسرع بكثير من المعدّل العالمي، في تطوّر يسلّط الضوء على تسارع الاضطرابات المناخية في واحدة من أكثر المناطق هشاشة على الكوكب. فقد رصد التقرير ارتفاعاً متزايداً في موجات الحر والجفاف وتواتر الظواهر الجوية العنيفة، ما جعل السنوات الأخيرة شاهدة على تحوّلات غير مسبوقة في النظم البيئية والمناخية.

وخلال سنة 2024، تخطت درجات الحرارة في عدد من الدول سقف 50 درجة مئوية، في مؤشر مقلق يعكس حدّة الاحترار وامتداده على نطاق واسع. وفي الجهة المقابلة، عرف غرب شمال إفريقيا جفافاً غير مسبوق امتد لستة مواسم متتالية من نقص الأمطار، وهو ما أدى إلى أزمة مائية حادة شملت المغرب والجزائر وتونس، وخلّفت انعكاسات طالت الزراعة والاقتصاد والمخزون المائي السطحي والجوفي. وبينما كانت دول المنطقة تصارع الجفاف، هطلت أمطار غزيرة على بلدان عادة ما تُعرف بجفافها مثل السعودية والبحرين والإمارات، ورافقها فيضانات جارفة كشفت عن مدى اضطراب الدورة المناخية في الشرق الأوسط.

وفي سياق قراءة هذه التطورات، اعتبر المهندس البيئي والخبير في المناخ حمدي حشاد أن هذا الواقع المتسارع ليس مجرد مرحلة عابرة، بل يمثل بداية تغيير عميق في البنية البيئية والاقتصادية لتونس والمنطقة ككل. وأكد أن "الوضع مخيف"، وأن المؤشرات الحالية تنذر بمستقبل أكثر تعقيداً، مشيراً إلى أن دولاً عديدة استوعبت مبكراً حجم التهديد واتخذت خطوات حازمة، في حين لا تزال تونس تتردد في التعامل مع الخطر المناخي بجدية كافية.

ودعا حشاد إلى إعلان حالة طوارئ مناخية دون تأخير، معتبراً ذلك خطوة ضرورية لإدارة التحديات القادمة. كما شدد على ضرورة اعتماد سياسات جديدة لترشيد استعمال المياه والطاقة، وإعادة هيكلة طرق استغلال الموارد الطبيعية، لافتاً إلى أن "عصر الرفاهية المائية انتهى" وأن البلاد مطالبة بالتأقلم السريع عبر إجراءات عملية تشمل الحد من التلوث، ودعم حماية الأنظمة البحرية، والمحافظة على الأراضي الزراعية. ويحذر من أن كل تأخير إضافي في مواجهة هذا الواقع سيجعل البلاد أمام مسار متواصل من التدهور البيئي يصعب كبحه مستقبلاً.

الفيديو: