
أخبار تونس العاجلة من الثورة نيوز - في صباح الخامس والعشرين من نوفمبر 2025، خيّم الحزن على الساحة الفنية في الجزائر بعد رحـ ـييـ-ـيل الفنانة القديرة باية بوزار، المعروفة للجمهور باسم "بيونة"، عن عمر ناهز 73 عامًا. هذا الرحيل وضع حدًا لمسيرة طويلة ومضيئة امتدت لأكثر من أربعة عقود، صنعت خلالها بيونة لنفسها مكانًا استثنائيًا في قلوب جمهورها المغاربي.
كانت الفنانة الجزائرية حديث الجمهور التونسي والمغاربي لسنوات، خاصة بعد مشاركتها اللافتة في السلسلة الكوميدية التونسية الشهيرة "نسيبتي العزيزة"، حيث ظهرت بشخصيتها العفوية وروحها المرحة التي أحبها المشاهدون، لتصبح واحدة من أبرز الوجوه الأجنبية التي نجحت في ترك بصمة واضحة في الدراما التونسية. هذا الحضور القوي أعادها إلى واجهة الأخبار مجددًا، قبل أن تتحول الأنظار نحو وضعها الصحي الذي بدأ يتدهور بصمت بعيدًا عن الأضواء.
عرفت بيونة معاناة طويلة مع المرض، بعدما تم تشخيصها بسرطان الرئة منذ سنة 2016. ورغم محاولتها الدائمة إخفاء ألمها أمام الكاميرات وطمأنة جمهورها، إلا أن وضعها الصحي عرف تراجعًا واضحًا خلال السنوات الأخيرة. وفي بداية نوفمبر 2025، تدهورت حالتها بشكل مفاجئ وخطير، ما استدعى نقلها في حالة حرجة إلى مستشفى “باينام” بالعاصمة الجزائرية بسبب صعوبات حادة في التنفس ونقص حاد في الأكسجين الواصل إلى الدماغ.
ومع تفاقم المضاعفات، تقرر تحويلها إلى مستشفى “بني مسوس”، أحد أهم المراكز المتخصصة في أمراض الرئة بالجزائر، حيث وضعت تحت مراقبة طبية مشددة بعد أن أصبحت قدرتها على التنفس محدودة للغاية بفعل انتشار المرض وضعف جهازها التنفسي. ورغم محاولات الإنعاش والرعاية المكثفة، لم تستطع بيونة تجاوز المضاعفات الخطيرة التي أصابت رئتيها إثر انهيار تام لوظائف التنفس.
وخلال فترة مرضها، لاحقتها عدة إشاعات حول تعرضها للاحتجاز، لكنها خرجت في كل مرة لتنفي، مؤكدة أنها بخير وأن ما يتم تداوله غير صحيح، محاولة الحفاظ على خصوصيتها وكرامتها رغم الألم الذي كانت تعيشه بعيدًا عن الأضواء.