
صحيفة الثورة نيوز - تشهد تونس مساء الأحد 7 سبتمبر 2025 ظاهرة فلكية لافتة تتمثل في خسوفٍ كليٍّ للقمر، يُعرف شعبياً بـ“القمر الدامي” بسبب تلونه بدرجات نحاسية وحمراء أثناء مروره في ظلّ الأرض. وسيكون المشهد مُتاحاً لمعظم مناطق البلاد مع شروق القمر وهو داخل مرحلة الخسوف الكلي، ما يمنح المتابعين فرصة نادرة لرؤيته بالعين المجرّدة دون أي وسائل حماية خاصة.
وفق الحسابات الفلكية الدقيقة، يبدأ التأثر بشبه ظلّ الأرض في تونس عند الساعة 16:28 بالتوقيت المحلي، ثم يدخل القمر مرحلة الخسوف الجزئي عند 17:27 بينما يكون تحت الأفق. ومع حلول الساعة 18:35 يشرق القمر فوق الأفق الشرقي–الجنوبي الشرقي وقد دخل بالفعل في الخسوف الكلي، لتبلغ الظاهرة ذروتها عند 19:11 قبل أن تنتهي مرحلة الكليّة حوالي 19:52، ويتواصل الخسوف الجزئي حتى 20:56، ثم ينجلي تماماً عند 21:55. وتختلف الدقائق القليلة باختلاف المدن داخل البلاد، غير أنّ توقيت العاصمة يُعدّ مرجعاً عملياً للرصد. ويُنصح باختيار مكان مكشوف نحو الشرق-الجنوب الشرقي لتلافي عوائق الأفق القريب.
علمياً، يتحول لون القمر إلى الأحمر لأن أشعة الشمس التي تعبر الغلاف الجوي للأرض تُرشِّح الأطوال الموجية الزرقاء وتبعثرها، بينما تنكسر وتمرّ الأطوال الحمراء والنحاسية لتلوّن سطح القمر. ويتأثر عمق اللون بكمية الغبار والسحب في الغلاف الجوي وقت الحدث؛ فكلما زادت العوالق الجوية، ازداد الاحمرار عمقاً. هذه الآلية المعروفة بانتثار رايلي تفسّر تسمية “القمر الدامي” المتداولة خلال الخسوفات الكليّة.
وتستعد مؤسسات فلكية محلية لاستقبال الجمهور لمتابعة الحدث، من بينها مدينة العلوم بتونس التي أعلنت عن فعاليات رصد ومواكبة علمية متزامنة مع مراحل الخسوف مساء الأحد، في إطار تبسيط العلوم لعامة الناس. كما أكدت منصات رصد دولية أن إفريقيا وأوروبا وآسيا وأستراليا ضمن مناطق الرؤية الواسعة لهذا الخسوف.
أما على الصعيد الديني، فتُشرَع صلاة الخسوف (خسوف القمر) سُنّةً مؤكدة عند وقوع الظاهرة وحتى انجلائها، ويُجهر فيها بالقراءة لأنها صلاة ليلية. وصفتها ركعتان، في كل ركعة قيامان وقراءتان وركوعان وسجدتان؛ يطيل المصلّي القراءة والركوع بحسب الطاقة، ويجوز أداؤها جماعةً أو فرادى، ويُندب الإكثار أثناءها من الذكر والدعاء والاستغفار والصدقة. ويجوز أداؤها ما دام الخسوف قائماً ولو وافق أوقات نهيٍ في غيره من النوافل، على ما رجحه عدد من أهل العلم.