القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / تحليل الحمض النووي يكشف عن الأصول الحقيقية لسكان تونس / Video Streaming


صحيفة الثورة نيوز - كشفت دراسة حديثة أن مجموعات من الصيادين الأوروبيين تمكنت من عبور البحر الأبيض المتوسط والوصول إلى شمال إفريقيا منذ حوالي 8500 عام، ما يؤكد وجود اتصال جيني بين سكان القارتين خلال العصر الحجري.
وأتت هذه النتائج استنادًا إلى تحليل الحمض النووي القديم لأفراد عاشوا في شرق المغرب العربي، وهي منطقة تشمل تونس وشمال شرق الجزائر. ونُشرت الدراسة في مجلة Nature بتاريخ 12 مارس، حيث أظهرت أن بعض السكان المحليين كان لديهم نسبة من أصولهم تعود إلى هؤلاء الصيادين الأوروبيين.
ومن بين الاكتشافات اللافتة، عُثر في موقع أثري بتونس يُعرف باسم "دجبّة" على بقايا فرد تبين أن 6% من حمضه النووي ينحدر من أصول أوروبية، ما يشكل أول دليل جيني مباشر على التواصل بين سكان شمال إفريقيا وأوروبا في تلك الحقبة المبكرة.
وأكد البروفيسور رون بينهاسي، عالم الأنثروبولوجيا التطورية بجامعة فيينا والمشارك في البحث، أن هذه النتائج تدعم فرضيات قديمة حول تواصل الصيادين بين القارتين، وهي فرضيات لطالما اعتُبرت نظرية غير مؤكدة لعقود، لكنها الآن أصبحت مثبتة علميًا.
ويعود العصر الحجري إلى أكثر من 3 ملايين عام وانتهى تدريجيًا مع تطور الأدوات المعدنية والمجتمعات الزراعية. وعلى الرغم من أن العلماء كانوا يملكون أدلة على تأثير المزارعين الأوروبيين في مناطق مثل المغرب قبل نحو 7000 عام، إلا أن الدراسة الجديدة تكشف عن وجود تفاعل أقدم بكثير بين الصيادين الأوروبيين وسكان شمال إفريقيا.
وفي سياق البحث، حلل العلماء الحمض النووي المستخرج من بقايا تسعة أفراد عاشوا بين 6000 و10000 عام، وأظهرت النتائج أن نسبة الأصول الأوروبية في شرق المغرب العربي كانت أقل مقارنة بغربه، حيث بقي السكان المحليون معزولين نسبيًا عن تأثيرات المزارعين الأوروبيين.
وما يعزز فرضية التواصل البحري بين القارتين هو العثور على آثار حجر السبج، وهو نوع من الزجاج البركاني، مصدره جزيرة بانتيليريا في مضيق صقلية، مما يشير إلى أن الصيادين ربما استخدموا قوارب لعبور البحر المتوسط، وتوقفوا في محطات مختلفة قبل وصولهم إلى شمال إفريقيا.
هذه الدراسة تسلط الضوء على فصل جديد من التاريخ القديم، وتعيد رسم خريطة التفاعل البشري في العصور السحيقة، ما يفتح المجال لمزيد من الأبحاث حول طبيعة هذا التواصل وأثره على تطور المجتمعات في الضفتين الشمالية والجنوبية للمتوسط.

الفيديو: