![](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEicsnkPsw17Tuvao4pBJaLk5g4NyU4DlNOWJMW_qbErVhRyoR9GCXdZaK-5hKMXwIfN1T_Cuej7dMXhPVLlX9yhuxrvJsnWNXrjdsKzfvPAdR3AugAF-CMUFBTC1oYr285nnkPN8PnMq4F9vm7IyZ-Y4XVbrrjl336dZJgbgaIpkCVjrY5G-vckp-O9brkL/s600/1%20-%202.jpg)
صحيفة الثورة نيوز - في ذكرى 22 أوت 2011، يروي الفنان محمد الحبيب الشعري واحدة من أكثر اللحظات قسوة في حياته، لحظة لا تزال حاضرة في ذهنه وكأنها حدثت بالأمس. وقال الشعري: "أصعب لحظة في حياتي، حكيتها العديد من المرات، وكلما تذكرتها أشعر كأنها مشهد من فيلم، أسترجعها بالتفاصيل، بالثواني والدقائق، وكأنني أعيشها من جديد."
تحدث محمد الحبيب عن تفاصيل تلك الليلة، قائلاً: "بدأنا السهرة كالمعتاد، تناولنا العشاء معًا، ثم توجهنا إلى المقهى. لكنه بدأ يظهر عليه التوتر، شعر بالقلق وكان عرقه يتصبب. كانت هذه اللحظة تحديدا غريبة بالنسبة لي، لأنني كنت في عمر الـ17، وكان لدي خوف كبير عليه، فقد كنت أكن له حبًا كبيرًا."
وتابع: "ذهبنا إلى عيادة المرسى، دل الغرفة وأغلقوا الباب، وظللت أنا في الخارج. في تلك اللحظة، شعرت بشيء سيء سيحدث. بعدها خرج، وتوجه إلى الحمام، وكانت آخر كلمات قالها لي: "يا مرا عين." ثم أغلقوا الباب خلفه، بينما بدأت دموعي تنهمر، حيث شعرت بحالة من الخوف العميق."
وتذكر محمد الحبيب اللحظة الحاسمة قائلاً: "كانت تلك أصعب لحظة، وقفت أمام الباب وأنا أراقب الطبيب وهو يفتح الباب قليلاً، ورأيت والدي في أخر لحظاته. تلك المشاهد لا أستطيع أن أنساها، حيث كنت أراه أمامي، لكنهم أغلقوا الباب وأنا في حالة من الذهول."
وأضاف: "خرج الطبيب وقال لي إنه لم يكن هناك شيء يمكن القيام به. في تلك اللحظة، شعرت بدوار، وحاولت فهم ما حدث، لكنني لم أستطع استيعاب الأمر. تلك اللحظة الأخيرة لا تزال عالقة في ذهني، ومازلت أراها بوضوح حتى اليوم."
هذه الذكرى تبقى من أكثر اللحظات التي عاشها محمد الحبيب الشعري في حياته، وتؤكد قوة التأثير العاطفي التي تتركها بعض التجارب على الذاكرة.