صحيفة الثورة نيوز - في الذكرى الثالثة لرحيل والده، فتح الممثل الكوميدي فيصل الحضيري قلبه لجمهوره عبر منشور مؤثر، حيث سرد كامل تفاصيل ما عاشه خلال تلك الليلة التي لن ينساها. وقال الحضيري: "كانت لي من أصعب الليالي التي مررت بها في كلينيك صفاقس. كنت أعلم بخبر رحيلك، لكن لم أصدق، ولا اعتراض على حكم الله. لكن عندما سمعتها من الطبيب كانت الصدمة... صدمة لأنني لم أشبع منك، وكنت بعيدًا بسبب السفر. لكن الحمد لله، وصلت وتمكنت من الحديث معك وتقبيلك".
وأضاف الحضيري: "كان الطلب الوحيد لوالدي هو أن يعود إلى المنزل، كان يكرره لي عدة مرات... كان يشعر برحيله، وأنا ما زلت متمسكًا بخيط الأمل من عند الله. خبر الرحيل جاء من العيادة، وقتها تحملت مسؤولية إخبار العائلة، وكانت لحظات صعبة ومربكة، كيف سأخبرهم؟ ومتى؟ ولماذا؟".
روى فيصل كيف كانت العائلة في حالة انتظار وعلامات الحيرة تظهر على وجوههم. ولكن أحد أبناء الحي تقدم وتواصل مع العيادة، وشاهدت أخته منشورًا على فيسبوك من أحد أبناء الحي يترحم فيه على والدهم. وصف الحضيري تلك اللحظة بأنها "كانت صدمة كبيرة"، وأضاف: "والدي كان عزيزًا على الجميع، واكتشفت حب الناس له عندما كنت أتلقى العزاء".
وعن اللحظات التي تلت الخبر، قال: "رغم كل شيء، لم أذرف أي دمعة، لا أعلم لماذا. لكن حدث شيء أثلج صدورنا جميعًا، عندما اتصل بنا الطبيب المشرف على والدي وطلب منا رؤيته. لم أرغب في رؤيته ميتًا كي تبقى آخر صورة له وهو حي في ذهني. لكن عندما دخلنا عليه واحدًا تلو الآخر، خرجنا جميعًا بشعور مختلف... فقد رحل والدي وهو يبتسم، وجهه كان مضيئًا، أبيض كأنما يبعث لنا الأمل والضحك".
واختتم الحضيري كلامه مؤكدًا أن والده فارق الحياة مع صلاة الفجر، يوم الجمعة 8 أكتوبر. ودعا بالرحمة لكل الآباء الراحلين، قائلاً: "الله يرحمك يا غالي، وإن شاء الله في الجنة... الله يرحم كل الآباء الذين توفوا، وربي يحفظ لكم ما عندكم... تمتعوا بوالديكم وكونوا أنتم سندًا لهم".