القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / أول تحرك وقرار من الرئيس قيس سعيد بعد اعلان اتحاد الشغل الإضراب العام / Video Streaming


أخبار تونس العاجلة من الثورة نيوز - قدّم الرئيس التونسي قيس سعيّد سلسلة من المواقف الهامة، في وقت يستعد فيه المشهد الاجتماعي إلى مرحلة توتر جديدة بعد إعلان الاتحاد العام التونسي للشغل الدخول في إضراب عام يوم 21 جانفي المقبل، احتجاجاً على القيود المفروضة على الحقوق والحريات وللمطالبة بفتح مفاوضات جدّية حول الزيادات في الأجور. وبينما تتصاعد ردود الفعل حول هذا التحرك النقابي، اختار سعيّد الرد بطريقة مباشرة، مؤكداً أن ما تشهده البلاد يتجاوز الخلافات الظرفية ليصل إلى مسألة تتعلق بالسيادة والكرامة الوطنية.

سعيّد اعتبر أن تونس ليست بلداً يمكن لأي طرف أن يتعامل معه باعتباره مساحة فارغة أو شعباً قابلًا للترهيب، مشدداً على أن “من يظنون أنّ تونس صغيرة مخطئون، فالشعب أكبر من كل قوة تحاول إذلاله”. وأضاف أنّ الأصوات المشككة في قدرة الدولة على الصمود تتجاهل حقيقة أنّ التونسيين متمسكون بحريتهم وراغبون في العيش بكرامة، وأن هذا الثبات هو الذي يشكل جوهر السيادة الحقيقية.

وخلال حديثه، عاد الرئيس إلى تاريخ النضال الوطني مذكّراً بأن التونسيين قبل أن يكونوا فاعلين سياسيين، كانوا دائماً في صف حماية الوطن واستقلاله، وأن الإرادة الشعبية ستنتصر مهما تعددت المناورات أو تعاظمت الضغوط القادمة من الخارج. وأكد أنّ "كلمة الحق ستظل مرفوعة ما دام الهدف هو حماية الوطن والحفاظ على عزته"، معتبراً أنّ التاريخ سيكتبه من “يجتهدون اليوم من أجل أن تصبح الحرية واقعاً كاملاً لا يشوبه أي ظلم”.

وسعى سعيّد إلى تأكيد رؤيته لدور تونس في التحولات الدولية، قائلاً إن العالم يعيش تغييراً كبيراً، وإنه سيكون جزءاً من صانعي هذا التحول، مشيراً إلى أن بلاده لا تنتظر “تعاطفاً من أحد”، وأن البناء سيكون بإرادة شعبها وحده. وأضاف أنّ “الوفاء لإرادة التونسيين هو الطريق الوحيد نحو المستقبل”، مجدداً تأكيده على أنّ الثورة لم تنته وأن مسارها ما زال مستمراً.

وخلال كلمته، توجّه الرئيس بتحذير شديد اللهجة إلى من وصفهم بـ“المتحركين في الظلام”، مذكّراً بأن الدولة قائمة على القانون وأنه لا أحد فوقه، وأن المؤسسات ستظل حصناً لحماية الإرادة الشعبية مهما كانت محاولات الالتفاف. وشدد على أنّ الشعب لا يحتاج إلا إلى “شهادة استحسان واحدة”، وهي تلك التي يمنحها حين يرى أسباب التهميش والفقر تزول، وحين تُفكك شبكات الفساد أينما كانت.

واختتم سعيّد حديثه بالتأكيد على أن المرحلة المقبلة لن تقبل بأي تجاوز لإرادة التونسيين، وأن الدولة ستواصل العمل لتحقيق الأهداف التي حُرم منها الشعب طيلة سنوات، على حد تعبيره، مشيراً إلى أن من لا يتعلم من التاريخ “سيجد نفسه مضطراً لفهم الدرس مما هو قادم”.

الفيديو: