
أخبار تونس العاجلة من الثورة نيوز - حذّر المهندس البيئي والخبير في المناخ حمدي حشاد من تغيّر حاد في حالة الطقس خلال الأيام المقبلة، مشيراً إلى أنّ شمال إفريقيا، وتونس بشكل خاص، على أبواب موجة برد قطبية غير مسبوقة قد تجعل درجات الحرارة تنخفض إلى ما يقارب 20 درجة تحت المعدّل المعتاد لهذه الفترة. حيث أكد أن البلاد تستعد للانتقال السريع من خريف دافئ ومتأخر إلى شتاء قارس بشكل مفاجئ.
وأوضح حشاد أن موجة البرد التي بدأت تأثيراتها في أوروبا ستتوسع خلال الساعات القادمة لتشمل شمال إفريقيا، وهو ما سيجعل العديد من المناطق التونسية تسجّل درجات حرارة تتراوح بين 10 و15 درجة فقط، في انخفاض كبير مقارنة بما عاشته البلاد في الأسابيع الماضية من طقس دافئ وغير مألوف لشهر نوفمبر. وأشار إلى أنّ هذا التقلّب السريع يعبّر بوضوح عن الاختلال المناخي المتسارع في المنطقة، خاصة بعد أيام شهدت درجات حرارة لامست مستويات ربيعية أقرب للصيف قبل أن تتراجع فجأة نحو قيم شتوية باردة.
وأكد الخبير المناخي أن فصل الشتاء لم يعد يسير وفق نسق طبيعي أو ثابت، بل أصبح يعيش تقلّبات حادة في فترات قصيرة، فبعد تسجيل حوالي 30 درجة في بعض الجهات الأسبوع الماضي، تستعد البلاد الآن لمواجهة طقس شتوي خالص وموجات برد قوية. وأضاف أن هذه الظاهرة باتت سمة متكررة في المواسم الأخيرة، حيث تتطاول موجات الحر في الصيف وتشتد شدتها، بينما يشهد الشتاء فترات دافئة غير معتادة تتبعها موجات برد مفاجئة وقاسية.
وفي ختام حديثه، دعا حشاد المواطنين إلى اليقظة ومتابعة نشرات الأرصاد الجوية بشكل مستمر، خاصة أمام إمكانية تسجيل موجات برد قد تؤثر بصفة مباشرة على الفئات الهشّة. كما شدّد على أن الأسابيع القادمة قد تحمل تغيّرات أخرى مرتبطة بالتحولات المناخية العالمية، ما يستوجب استعداداً أكبر وتعاملًا أكثر جدية مع هذه الظواهر.