
أخبار تونس العاجلة من الثورة نيوز - خرج الناشط السياسي المقرّب من قصر قرطاج، رياض جراد، للحديث على الأزمة البيئية التي تعيشها ولاية قابس عقب تسرّبات الغاز الأخيرة من المجمع الكيميائي، والتي انطلقت بسببها موجة من الغضب والاحتجاجات في الجهة.
وأوضح جراد أن الوضع البيئي في قابس بلغ مستوىً كارثيًّا نتيجة "خيارات خاطئة" اتُّخذت منذ عقود، تسبّبت في مآسٍ ومعاناة متواصلة للأهالي، مؤكّدًا في الوقت ذاته أنّ رئيس الجمهورية قيس سعيّد كان الوحيد الذي تحمّل مسؤوليته التاريخية في الاعتراف بما سمّاه "جـ ـ-ـرريمة الدولة" في حقّ الجهة وسكّانها.
وأشار إلى أنّ الرئيس سعيّد بادر بإعطاء تعليمات عاجلة لوزارتي الصناعة والبيئة لتكوين فريقين ميدانيين يعملان على معالجة الخلل، وإصلاح الأعطاب التقنية، والشروع في عمليات الصيانة والتشغيل، إلى جانب إعداد استراتيجية شاملة لإنهاء التلوث ووضع حدّ نهائي للكوارث البيئية في قابس.
لكن جراد ندّد في المقابل بما وصفه بـ"الانحراف الخطير" في بعض التحركات الاحتجاجية التي تحوّلت، وفق تعبيره، إلى أعمال عنـ ـ-ـف وتخـ ـ-ـرريب، منها حرق المقر الإداري للمجمع الكيميائي باستعمال الزجاجات الحارقة، مؤكّدًا أنّ مثل هذه الممارسات "لا تمتّ للاحتجاج السلمي بأي صلة" ويجب أن تُدان من الجميع، بما في ذلك أهالي قابس أنفسهم الذين يدافعون عن قضيتهم العادلة.
كما شنّ جراد هجومًا حادًا على عدد من الجمعيات والمنظمات والأحزاب التي قال إنها "تركب الموجة وتنفخ في نار الفتنة"، متسائلًا عن غيابها طيلة السنوات الماضية حين كانت الحكومات المتعاقبة مسؤولة عن تفاقم الأزمة البيئية. وخصّ بالذكر رفيق عبد السلام ووسائل التواصل المرتبطة به، متهمًا إياهم بالتحريض من الخارج على الفوضى والصدام.
وأكد إنّ "قابس العزيزة على قلوب جميع التونسيين ومطالب أهلها المشروعة حقّ لا يُنكر، لكن البعض يريد استغلاله لتحقيق باطل سياسي"، مطالبًا المواطنين باليقظة والحذر من كل محاولات التوظيف التي تستهدف استقرار البلاد.
وختم رياض جراد تصريحه بالتأكيد على أنّ الأزمة البيئية في قابس ليست وليدة اللحظة، بل هي "حالة موروثة تراكمت عبر أكثر من خمسين سنة"، واصفًا الملف بأنه "شائك ومعقّد جدًّا" ولا يمكن إيجاد حلّ جذري وسحري له في الوقت الراهن. وأضاف أنّ الحلّ يجب أن يكون "على مراحل وفي اتجاه وضع حدّ نهائي للتلوّث والوضع البيئي الكارثي"، مشيرًا إلى أنّه "ليس هناك حلّ لملف بهذا الحجم في ليلة ونهار"، معربًا في الوقت ذاته عن تفهّمه للوضع الصعب الذي يعيشه أهالي قابس، داعيًا الجميع إلى "التحلّي بالعقلانية والوعي في التعامل مع الأزمة".