
صحيفة الثورة نيوز - تشهد أروقة نادي الترجي الرياضي التونسي حالة من الغليان، بسبب تصاعد الأزمة مع نجمه الجزائري يوسف البلايلي، الذي اختار الغياب عن تدريبات الفريق في الوقت الذي كان يفترض فيه استئناف التحضيرات للموسم الجديد.
ورغم أن عقد البلايلي يمتد إلى غاية 30 جوان 2026، إلا أن والده خرج بتصريحات مثيرة ألمح فيها إلى رغبة نجله في مغادرة فريق باب سويقة، وهو ما فُسّر على أنه تمرّد واضح من اللاعب للضغط على الإدارة بهدف تحسين وضعه المالي أو تسهيل انتقاله إلى نادٍ آخر، وسط حديث عن مفاوضات متقدمة مع نادي مولودية الجزائر.
وأمام هذا الوضع، تحركت إدارة الترجي بسرعة ووضعت مهلة أخيرة لعودة اللاعب إلى تونس والانضمام للمجموعة انطلاقًا من يوم السبت، وسط اتصالات مكثفة في الكواليس لمحاولة احتواء الموقف وتفادي مزيد من التصعيد، خاصة في ظل موجة الغضب الكبيرة التي تشهدها جماهير النادي على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي خطوة بدت كرسالة تهدئة، نشر البلايلي مقطع فيديو على حسابه الرسمي في "إنستغرام" وهو يتدرب منفردًا مرتديًا زي الترجي، لكن إدارة النادي لم تُعر الفيديو أي اهتمام يُذكر، معتبرة أن العودة الرسمية لا تكون إلا على أرض الواقع، وليس عبر منصات التواصل.
مصادر مطلعة أكدت أن رئيس الترجي، حمدي المدب، حسم قراره بخصوص مستقبل اللاعب، إذ رفض بشكل قاطع كل العروض التي وردت مؤخرا لانتدابه، متمسكًا بإجبار البلايلي على إكمال عقده كما هو. ووفق نفس المصادر، فإن المدب أعطى تعليماته بإعداد عقد جديد للاعب، يتضمن امتيازات مالية ضخمة تعزز مكانته كأعلى اللاعبين أجرًا في الدوري التونسي، بشرط التزامه التام وانضباطه الكامل في التدريبات والمباريات.
وفي حال رفض اللاعب الاستمرار أو التمديد لموسم إضافي، فإن الترجي سيُفعّل إجراءات صارمة قد تصل إلى استبعاده من الفريق الأول، وإبقائه خارج المنافسة طيلة الموسم، ما يُهدد بشكل مباشر مكانته داخل صفوف المنتخب الجزائري الذي يستعد لخوض نهائيات كأس أمم إفريقيا.
رسالة حمدي المدب كانت واضحة: مصلحة الترجي فوق كل اعتبار، ولن يكون هناك أي تهاون مع أي لاعب يضع مصالحه الشخصية فوق مصلحة الفريق.
وبذلك تبقى الكرة الآن في ملعب يوسف البلايلي، الذي بات أمام مفترق طرق: إما العودة والانضباط، أو العزلة عن الملاعب والمخاطرة بمشواره الرياضي.