صحيفة الثورة نيوز - أعلنت وزارة الصحة التونسية عن اتخاذها إجراءات فورية بعد تلقيها بلاغًا بشأن رحيل طالب في المبيت الجامعي برقادة من ولاية القيروان جراء إصابته بعدوى التهاب السحايا الجرثومي. وفي إطار الحملة الوقائية، تم تطعيم 75 طالبًا من المخالطين له بمضادات حيوية خاصة، والتي تتوفر فقط في الإدارات الجهوية للصحة.
وفي تصريح له لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، أوضح الدكتور محمد مقداد، مدير الرعاية الصحية الأساسية بوزارة الصحة، أن الفريق الصحي التابع للوزارة، المكون من طبيبين، توجه إلى المبيت الجامعي برقادة في ليلة الجمعة لمتابعة الحالة. قام الفريق بتوزيع المضادات الحيوية على حوالي 75 طالبًا ممن كانوا على تواصل مباشر مع الطالب الراحل، وفقًا للبروتوكول الصحي المتبع. وأضاف مقداد أن الطلبة في البداية أبدوا تذمرًا من الإجراءات الصحية، لكن الوضع تم تطويقه بسرعة، حيث تم تزويدهم بالعلاج لمدة يومين لضمان الوقاية.
وأفاد نفس المصدر أن الطالب الراحل دخل المستشفى يوم الأربعاء الماضي في حالة صحية متدهورة، حيث تم معالجته فور وصوله، إلا أن حالته لم تتحسن، مما أدى إلى وفاته في نفس اليوم بعد أن ظهرت الأعراض على مدار يوم الثلاثاء.
وأكد مقداد أن تونس توفر اللقاحات ضد التهاب السحايا الجرثومي، والتي تم إدراجها ضمن جدول التلقيح الوطني للأطفال في سنوات 2011 و2019، مشيرًا إلى أن المرض يشمل أعراضًا مثل الحمى الشديدة، والصداع، والغثيان، والحساسية للضوء، بدون أعراض أخرى مثل السعال أو أوجاع الحلق أو سيلان الأنف. وشدد على ضرورة الإسراع في زيارة أقرب مؤسسة صحية عند التفطن لهذه الأعراض من أجل التشخيص السريع والتدخل العلاجي.
وأشار إلى أن التهاب السحايا الجرثومي ينتقل من شخص لآخر عبر رذاذ الإفرازات التنفسية، وهو مرض تسببه بكتيريا الميننجيتيديس، ولا يمكن تصنيفه كمرض فيروسي. وذكر أنه من الممكن أن يكون الشخص حاملًا للبكتيريا دون أن تظهر عليه الأعراض. كما حذر من أن التهاب السحايا الجرثومي قد يؤدي إلى الوفاة إذا لم يتم التدخل الطبي بشكل عاجل، مؤكداً على ضرورة العلاج بالمضادات الحيوية المناسبة منذ ظهور الأعراض.