
صحيفة الثورة نيوز - أثار قرار الرئيس قيس سعيد بإقالة رئيس الحكومة كمال المدوري جدلاً واسعًا وتساؤلات حول أسبابه الحقيقية، خاصة أن المدوري لم يكمل سوى سبعة أشهر في منصبه.
وفي هذا السياق، كشف الناشط السياسي عبد الرزاق الخلولي أن المدوري طلب إعفاءه من مهامه منذ ديسمبر الماضي، مرجعًا ذلك إلى ظروف عائلية وشخصية، إلا أن رئيس الجمهورية تحدث في المقابل عن "تسلل لوبيات" إلى مقر رئاسة الحكومة، ما يثير الغموض حول ما إذا كان هذا التصريح موجهًا نحو المدوري نفسه أم أنه مجرد تبرير لإقالته.
وأشار الخلولي إلى أن المدوري كان قد عبر في مناسبات سابقة عن صعوبة العمل داخل رئاسة الحكومة، نظرًا لعدم تعاون الإدارات العامة والمصالح التابعة لها، والتي ما زالت، حسب قوله، على ارتباطات بمجموعات ضغط تؤثر في سير العمل الحكومي.
من جانبه، أكد المحلل السياسي هشام الحاجي أن هذه الإقالة تأتي لتؤكد ما تم تداوله في الأسابيع الماضية حول وجود توتر في العلاقة بين رئيس الجمهورية والمدوري. وأضاف الحاجي أن تصريحات سعيد الأخيرة خلال اجتماع مجلس الأمن القومي حملت إشارات واضحة إلى أن المدوري لم يستطع فرض سيطرته داخل الحكومة، مما سمح بتغلغل اللوبيات، كما أنه ربما لم يدرك بشكل كافٍ حدود صلاحياته ضمن النظام الرئاسي.
وفي ظل هذه التطورات، يبقى السؤال المطروح: هل كانت مغادرة المدوري نتيجة قراره الشخصي، أم أن هناك عوامل أخرى سرعت بإقالته؟