
صحيفة الثورة نيوز - في رسالة موجّهة إلى الشعب المغربي، أعلن الملك محمد السادس عن قرار استثنائي يتعلق بشعيرة أضحية عيد الأضحى لهذا العام، مشيرًا إلى أن الظروف المناخية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد تسببت في انخفاض كبير في أعداد الماشية.
وأوضح الملك محمد السادس في رسالته أنه، مع تأكيده على أن عيد الأضحى هو سنة مؤكدة للمستطيعين، إلا أن الظروف الحالية تتطلب اتخاذ قرار بعدم إقامة الشعيرة هذا العام. وأضاف أن استمرار الاحتفال في هذا السياق قد يؤدي إلى أضرار كبيرة للفئات ذات الدخل المحدود، الذين سيعانون بشكل أكبر من الأعباء المترتبة على ذلك.
وذكر الملك محمد السادس في رسالته أن هذا القرار ليس الأول من نوعه، حيث تم اتخاذ نفس الخطوة في سنوات سابقة. ففي عام 1981، قرر الملك الراحل الحسن الثاني إلغاء الاحتفال بعيد الأضحى بسبب الجفاف الذي أثر على الثروة الحيوانية في المغرب، كما تم اتخاذ نفس القرار في عام 1996 نتيجة للموجات الجفاف المتتالية التي ضربت البلاد.
من جهة أخرى، في تونس، شدّد مفتي الجمهورية التونسية، هشام بن محمود، على أن أضحية عيد الأضحى هي سنة مؤكدة، ولكنها مشروطة بالاستطاعة. وأكد أنه يجب احترام هذه الشعيرة بما يتماشى مع اليسر الذي جاء به الدين الإسلامي، الذي لا يفرض العسر على المسلمين. وأضاف أن عيد الأضحى يجب أن يكون رمزًا للخير والتضامن بين أفراد المجتمع، وليس عبئًا على الناس في ظل الأزمات الاقتصادية.
وفي إطار هذا النقاش، أشار مفتي الجمهورية التونسية إلى أن الظروف الاجتماعية والاقتصادية في البلاد، بما في ذلك الأزمة العالمية والمحلية، تقتضي اتخاذ التدابير التي تضمن عدم إرهاق الأفراد في ظل التحديات التي يواجهونها.
ويذكر أن الحكومة التونسية كانت قد اتخذت إجراءات مماثلة في عام 1984، حيث تم تقليص عدد الأضاحي التي توزع على المواطنين بسبب أزمة اقتصادية خانقة. ورغم أن العيد لم يُلغَ بشكل كامل، إلا أن الاحتفالات شهدت تقليصًا في حجمها، وهو ما تكرر الحديث عنه في السنوات الأخيرة مع ارتفاع أسعار الأضاحي بشكل كبير.