صحيفة الثورة نيوز - في إطار إحياء تونس للذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة، أدى رئيس الجمهورية قيس سعيّد زيارة مفاجئة إلى معتمدية بن قردان التابعة لولاية مدنين. هذه الزيارة غير المعلنة تأتي في سياق احتفالي وطني يواكب تاريخ 17 ديسمبر، الذي تم اعتماده رسميًا عيدًا للثورة بديلاً عن 14 جانفي، وذلك بمقتضى أمر رئاسي صدر سنة 2021 بالرائد الرسمي.
وفي تعليق على الزيارة، تساءل مراسل قناة فرنسا 24 بتونس، الصحفي نور الدين المباركي، عن الدلالات وراء اختيار الرئيس زيارة مدينة بن قردان بدلًا من سيدي بوزيد، التي انطلقت منها الشرارة الأولى للاحتجاجات. وأشار المباركي إلى أن اختيار بن قردان قد يرتبط برمزيتها في التصدي للإرهـ ـ/ـاب، في إشارة إلى مواجهتها البطولية للهجوم الذي شنه د/اعـ ـش في مارس 2016. وربط ذلك بالمخاوف الدولية المتزايدة من عودة متطـ ـرفين إلى بلدانهم الأصلية بعد الإفراج عن عدد منهم في سـ ـوريـ/ـا، مؤكدًا أن الرسالة من الزيارة قد تكون أن تونس، كما تصدت لتلك العملية سابقًا، قادرة على التصدي مجددًا في حال حصل أي شيء.
من جهة أخرى، لم يستبعد المباركي أن تكون الزيارة مرتبطة بالوضع التنموي لمدينة بن قردان، باعتبارها منطقة حدودية ما تزال تعاني من التهميش وغياب التنمية، شأنها شأن المناطق الحدودية الأخرى في الجنوب والغرب التونسي. وقد تكون هذه الخطوة، وفقًا للمحللين، تأكيدًا على التزام الدولة بحق هذه الجهات في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وبين البعد الأمني الذي يرمز إلى استعداد تونس لمواجهة أي تهـ ـديد محتمل، والبعد التنموي الذي يسلط الضوء على مطالب المناطق الحدودية، تبقى زيارة رئيس الجمهورية إلى بن قردان محمّلة برسائل سياسية واجتماعية متعددة، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي.