
صحيفة الثورة نيوز - أثار الإعلامي زياد الهاني، المعروف بانتقاداته المتكررة لسياسات رئيس الجمهورية قيس سعيّد، جدلاً واسعًا بعد تحذيره من إمكانية انطلاق حملة إيقافات قد تطال قيادات من الصف الأول في الاتحاد العام التونسي للشغل، وفي مقدمتهم الأمين العام نور الدين الطبوبي.
وخاطب الهاني السلطات برسالة حادة اللهجة قال فيها: "احذروا، أنتم تلعبون بالنار"، مؤكداً أن أي استهداف مباشر للاتحاد أو محاولة لتهميش دوره سيهدد السلم الاجتماعي ويعرض البلاد لسيناريوهات خطيرة يصعب التحكم في مآلاتها.
وأشار الإعلامي إلى أن الخطاب التصعيدي ضد أكبر منظمة نقابية في تونس لن يسفر إلا عن نتائج عكسية، محذراً من انزلاق البلاد نحو مسار "سلبي"، في حال غابت لغة الحوار والبحث عن التوافقات الاجتماعية الضرورية لحماية الاستقرار.
في المقابل، تصاعدت أصوات داعمة للرئيس قيس سعيّد تطالب بفتح ملفات النقابيين ومحاسبة كل من يشتبه في تورطه في الفساد. ويرى مراقبون أن الاتحاد يواجه ضغوطاً متزايدة لدفعه نحو الانكفاء على دوره النقابي والمطلبي، بعيدًا عن التجاذبات السياسية، مع ضرورة إبداء تفهّم لخيارات الدولة الاقتصادية والاجتماعية.
كما يذهب بعض المحللين إلى التأكيد على أن السلطة تحتفظ بأوراق ضغط قوية لم تُستعمل بعد، من بينها وقف الاقتطاع الآلي من أجور الموظفين لفائدة المنظمة النقابية، والتوسع في فتح ملفات الفساد داخل الاتحاد. ويضيفون أن مساحة المناورة لدى الاتحاد باتت محدودة، خاصة مع تراجع الدعم الشعبي والإعلامي الذي كان يحظى به سابقاً.
وبين تحذيرات الهاني وضغوط أنصار الرئيس، يظل مستقبل العلاقة بين الدولة والاتحاد العام للشغل مفتوحًا على كل الاحتمالات، في انتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة من تطورات سياسية واجتماعية.