صحيفة الثورة نيوز - كتب المحامي منير بن صالحة في بيان له: "تذكرون جيدا، منذ حكم بن علي، كيف كنتم تطالبون بـ:
- ضرب عصـ ـ/ابات المحتكرين.
- التصدي للمافيا التي جوعت أبناء الشعب، وكُتِب على الجدران: "جوعنا من نهبكم".
- إيقاف التبعية للخارج.
وبعد الثورة، طالب الذين يتبنون التغيير بمحاسبة ما أسموه "الطرابلسية الجدد". كما طالب الناس بتتبع كمال اللطيف وتحميله مسؤولية المؤامرات السياسية، لكن الحكام عجزوا عن اتخاذ أي إجراءات ملموسة.
ثم قبل 25 جويلية، عندما دخلت البلاد في مسار الفوضى، طالب الناس بحل البرلمان وحل الحكومة ومحاسبة النهضة. ألم تكن هذه مطالب التونسيين ونخبتهم الديمقراطية والليبرالية واليسارية؟
ماذا فعل قيس سعيد؟
- أوقف عصـ ـ/ابات الاحتكار واقتحم معاقلهم شخصيا خوفا من الاختراقات.
- حل البرلمان الذي طالب التونسيون بحله قبل 25 جويلية، وكذلك حل الحكومة.
ماذا فعل أيضا؟
- أعطى للقضاء سلطة تمكنه من عدم الخضوع لضغوط العصابات، فتقرر إيقاف كمال اللطيف، وهو ما كان مطلب الثوريين.
- أوقف نزيف المديونية للخارج، وأوقف سياسة التذيل وعقدة الخوف من أوروبا.
هل تعلمون ماذا فعلت تونس في عهد قيس سعيد؟
- منعت وفدا أوروبيا من دخول البلاد لمراقبة الأوضاع، وقالت لهم: "عودوا من حيث أتيتم".
- اتجه قيس سعيد إلى الصـ،ـيـ ـن، ورأيتم حجم الحفاوة التي حظي بها.
الدولة التونسية في عهد قيس سعيد أوقفت أولئك الذين افتكوا حقول النفط في الجنوب، وهي نفس المجموعة التي كانت تفاوضهم النهضة لضرب الدولة. قيس سعيد أوقف تلك المهزلة.
أيها الناس، ألم تطالبوا بتتبع النهضة؟ ألم تطالبوا بمحاكمة الغنوشي وعلي العريض؟ ألم تطالبوا بهيبة الدولة؟ ألم تطالبوا بنظام رئاسي ووقف نزيف فوضى النظام الهجين في العشرية الماضية؟ ألم تطالبوا بضرب العصابات والمحصنين من التتبع القضائي؟ ألم تطالبوا بضرب المحتكرين؟ ألم تطالبوا باستقلالية القرار الوطني؟ ألم تطالبوا بأن يكون القانون فوق الجميع دون استثناء؟
أيها الأصدقاء، ماذا فعل قيس سعيد غير ذلك؟ أليست تلك هي إرادة الشعب؟ إذن، ماذا أمامنا غير دعم هذا الرجل ليواصل الشعب ممارسة إرادته التي سُلبت منه على مدى خمسين عاما؟ عاشت تونس."
وأضاف:
"أعتقد أن المشكل في موضوع الانتخابات ليس قانونيا رغم أهميته. أعتقد أن المشكل سياسي بالأساس، إذ يمكننا أن نطرح السؤال حول جدوى المعركة المعلنة بين مؤسسات الدولة: هيئة الانتخابات من جهة والمحكمة الإدارية من جهة ثانية. شخصيا كنت أتمنى أن يتم قبول المرشحين الثلاثة أو حتى أكثر ليكون التنافس متعددا. أنا أنتصر لهذا السيناريو لأن قيس سعيد سوف يثبت مرة أخرى أنه الأكثر شعبية والأكثر قربا من مشاغل الناس. أنا مقتنع أن لا أحد من المرشحين المفترضين له رصيد يمكنه من منافسة قيس سعيد، الذي أصبح ظاهرة سياسية تدرس في كليات العلوم السياسية. كيف لشخص فردي من خارج الأحزاب والتنظيمات أن يكون له كل هذه الشعبية؟ الجواب بسيط جدا: لأنه يشبهنا كما قال يوما الشهيد شكري بلعيد.
أما الآن وقد صدرت القائمة النهائية، أعتقد أنه وجب علينا أن نتجه نحو إقامة أسس قويمة قادرة على حمل كل هذا البناء المنشود. تونس اليوم تحتاج برنامجا متكاملا تتناغم كل عناصره، بحيث لا يمكننا تناول عنصر بمعزل عن بقية العناصر، بدءا من التعليم والصحة والنقل وصولا إلى الصناعة والفلاحة من خلال إصلاح زراعي يستند إلى أسس علمية ويتماشى مع روح العصر وتوزيع عادل للثروات خارج منطق الأوليغارشية المالية التي تمثلها بعض العائلات النافذة المهيمنة على حركة رأس المال في تونس."