صحيفة الثورة نيوز - في ظل الاستعدادات للانتخابات الرئاسية المقبلة، أثار المحامي التونسي منير بن صالحة الجدل بتصريحاته حول الدعوات المتكررة لتدخل الجيش التونسي لحسم الصراع السياسي في البلاد. وقال بن صالحة في تصريح خاص إن تلك الدعوات صادرة عن شخصيات تعرّف نفسها بأنها ديمقراطية، لكنها في الوقت نفسه تتهم الرئيس الحالي بالتوجه نحو الديكتاتورية والاستفراد بالسلطة.
وأضاف بن صالحة: "من غير المنطقي أن يدعو أي شخص مؤمن بالديمقراطية الجيش لإسقاط خصمه السياسي. الجيش في تونس لم يوجد للحكم، بل وُجد منذ تأسيسه لحماية الوطن من الأخطار الخارجية ولحماية الحدود، وليس للصراعات على السلطة."
وأشار المحامي إلى أن تجربة تدخل الجيش في السلطة في دول أخرى، مثل السودان، تؤكد على خطورة هذا المسار. وأوضح أن الجيش التونسي هو جيش شعبي، ملتزم بمهمته الرئيسية وهي حماية الوطن، ومُحصّن ضد التدخل في السياسة. كما أكد على أن الجيش التونسي خاضع لرئاسة الجمهورية، بغض النظر عن الشخص الذي يتولى المنصب، مشيرًا إلى أن الجيش رفض في السابق استلام السلطة خلال أحداث 14 جانفي رغم الدعوات المتكررة لذلك.
وأكد بن صالحة أن ثقة الشعب التونسي بالجيش تأتي من حقيقة أنه لم يتورط في السياسة أو الانقلابات، وظل محافظًا على مهمته الواضحة بحماية الوطن، مما أكسبه التقدير والاحترام من جميع التونسيين. وأضاف: "الجيش التونسي مصنّف عالميًا في المراتب الأولى وهو الجيش العربي والأفريقي الوحيد الذي لم يتورط في الدماء أو في الانحياز السياسي."
واختتم بن صالحة تصريحه برسالة لمن يدعون الجيش للتدخل في السلطة قائلاً: "أنت لست ديمقراطياً عندما تدعو الجيش للتدخل وتسليم السلطة إليك. اتركوا الجيش التونسي يحمي الأرض والشعب."