تونس-الاخبارية-وطنية-سياسة-تقرير اخباري
قرار اقالة وزير الشؤزن الدينية عبد الجليل بن سالم يصح معه المثل القائل “على نفسها جنت براقش”..فقد كان من اكثر الوزراء اثارة للضجة و للجدل عندما ظهرت حكومة يوسف الشاهد للعيان .. و من سخرية القدر ان سبب الاعتراضات العديدة عليه انذاك كان اتهامه ب”الوهابية”..وهو تقريبا نفس سبب ابعاده عن الحكومة عندما صرح امس خلال جلسة إستماع لجنة الحقوق والحريات والعلاقات الخارجية حول مشروع ميزانية الوزارة لسنة 2017،أنه كانت له من الجرأة ليقول لسفير المملكة العربية السعودية بتونس وأمين عام وزراء الخارجية والداخلية العرب « أصلحوا مدرستكم فالإرهاب تاريخيا متخرج منكم « .حسب قوله ! و يبدو انه لم يهنا طويلا بتصريحه “البطولي” فاضطرت وزارة الشّؤون الدّينيّة،مساء الخميس 3 نوفمبر 2016 الى اصدار بيان توضيحي ،اكدت فيه على ان “العلاقة مع المملكة العربيّة السعوديّة « ملؤها الانسجام والتعاون و أنّ لها من المتانة و العمق بحيث لا يكدّر صفوها شيء » مشددة على احترام جميع المذاهب الإسلاميّة مع الحرص على التمسّك بمذهب البلاد و سنتها الثقافيّة”.
الا ان التراجع عن اقواله بذلك البيان التلطيفي لم يسعفه سوى بضع ساعات الليل حيث اصدر رئيس الحكومة يوسف الشاهد صباح اليوم الجمعة قرارا باعفائه من مهامه ” لعدم احترامه لضوابط العمل الحكومي وتصريحاته التي مست بمبادئ وثوابت الديبلوماسية التونسية.”.. و كانت صحيفة (المغرب) اعتبرت في عددها الصادر اليوم أن “كلمات وزير الشؤون الدينية، عبد الجليل بن سالم، في لجنة الحقوق والحريات ستظل فارقة في التاريخ السياسي التونسي حتى وان اختلف الكل حول الرجل ومأتاه فهو الوزير الوحيد الذي أعلن صراحة ما يضمره زملاؤه السابقون والحاليون من أن الوهابية هي مصدر الارهاب وعلى المملكة العربية السعودية اصلاح هذا الفكر وحملها مسؤولية الارهاب المنتشر في العالم”.
وأضافت أن “صمت المملكة العربية السعودية لن يطول كثيرا لانها ستتبع قنواتها الديبلوماسية وأجهزتها الدينية للرد عليه بالنظر الى أنها ردت في السابق على مواقف انتقدت الفطر الوهابي في جزئيات منه عبر مؤسسة الافتاء على غرار رد على مقال نشرته صحيفة “اردات” الصادرة في الهند بفتوى تدافع عن الفكر الوهابي وتعتبره على منهج وعقيدة السلف الصالح كما أنها وفي الفروع على المذهب الحنبلي”. و قد كان عبد الجليل بن سالم الذي يعتقد على نطاق واسع ان حركة “النهضة” كانت وراء تعيينه , مثار جدل منذ بداية تعيينه , و من ذلك تداول شريط فيديو قديم له اعتبر فيه الدولة الوطنية التونسية خطر على الاسلام.. وهو ما حدا بنائبة من كتلة “الحرة” الى التساؤل يوم تعيينه : ” كيف تختار حكومة الوحدة الوطنية وزيرا يعتبر الدولة الوطنية خطرا على الوحدة الوطنية ومتآمرة على الإسلام والمسلمين؟ وان الاسلام السياسي سيقود المرحلة القادمة…”