القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / نبيل معلول يكشف عن خطأ ارتكبه المدرب سامي الطرابلسي مع المنتخب التونسي ولم يلاحظه الجمهور / Video Streaming


أخبار تونس العاجلة من الثورة نيوز - اشتعل الجدل في الأوساط الرياضية التونسية خلال الساعات الأخيرة بعد التصريحات القوية التي أطلقها المدرب نبيل معلول موجّهًا سهام النقد إلى سامي الطرابلسي، مدرب المنتخب الوطني، على خلفية الأداء المتواضع في كأس العرب للمنتخبات 2025 وما ترتّب عنه من خيبة جماهيرية واسعة. فقد لمّح معلول إلى أن الطرابلسي اتخذ قرارات فنية تفتقر إلى المنطق، خصوصًا في ما يتعلق بتمركز اللاعبين وإجراء التغييرات، معتبرًا أن الاختيارات لم تكن مدروسة بالشكل المطلوب.

معلول اعتبر أن الإعداد للبطولة كان هشًا، موضحًا أن مستوى التحضيرات لم يرقَ إلى قيمة المنافسة العربية. وأضاف أن أكبر هفوة ارتكبها الطرابلسي كانت مشاركة منتخب مكوّن من لاعبين محليين وآخرين محترفين في أوروبا دون انسجام مسبق، وهو ما جعل المنتخب يدخل غمار البطولة بتشكيلة تلعب لأول مرة معًا، ما أفقد الفريق الاستقرار الضروري لتحقيق نتائج إيجابية. وشدد على أن الاعتماد على لاعبين احتياطيين أو منتخب رديف كان سيغني المنتخب عن تلك الارتباكات.

وأشار معلول إلى أن تونس كانت أمام فرصة لتكرار التجربة الناجحة لبعض المنتخبات على غرار الجزائر ومصر، من خلال التعويل على منتخب ثانٍ لا يشارك عناصره في كأس إفريقيا 2025 المنتظرة بعد أسابيع قليلة، لكنه اعتبر أن الطرابلسي تجاهل هذا الخيار وأضاع فرصة كانت ستكون أقل تكلفة من الناحية الفنية.

ويتفق غالبية المتابعين في تونس على أن مدرب المنتخب هو أكثر من خسر من هذه المشاركة، إذ تحولت موجة الدعم الكبيرة التي رافقته عقب التعادل مع البرازيل يوم 18 نوفمبر إلى موجة غضب ومطالبة صريحة برحيله. ويرى نفس المحللين أن الخطأ الجوهري الذي وقع فيه الطرابلسي هو إصراره على قيادة منتخبين في آن واحد خلال فترة تشهد منافستين متزامنتين تقريبًا، بينما اختارت منتخبات كبرى مثل المغرب والجزائر ومصر توزيع المهام بين مدربين محليين، على غرار طارق السكتيوي ومجيد بوقرة وحلمي طولان، من أجل تجنب الإرهاق الفني وسوء التنظيم.

وتراكمت الأخطاء تباعًا، بدءًا من قائمة اللاعبين المدعوين للبطولة التي شهدت استبعاد عناصر قادرة على المشاركة في المباريات الأولى، مقابل استدعاء لاعبين يعانون من غياب النسق، وصولًا إلى الوقوع في مأزق فني خلال اللقاء الأول الذي أجبر الطرابلسي على إجراء تبديلين فقط من خمسة ممكنة بسبب ضيق القائمة. وزاد من تعقيد الوضع اعتماده في تلك المباراة على خطة دفاعية بخمسة لاعبين، وهي طريقة سبق أن طبّقها في المباراة الودية أمام البرازيل لكنها لم تُقنع النقاد حينها ولا الجماهير لاحقًا.

وفي المباراة الثانية، غيّر الطرابلسي الرسم التكتيكي لينطلق الدفاع بأربعة لاعبين قبل أن يتراجع إلى خطة 5-3-2 خلال مجريات اللقاء، وهو ما أثمر تعادلًا بطعم الخسارة بنتيجة 2-2، ليواصل بذلك دوامة الإرباك. وتفاقمت الانتقادات بسبب قرار فاجأ الجميع، حين دفع بخمسة عناصر من الترجي اعتقادًا منه بأن الانسجام الذي يجمعهم كافٍ لإحداث الفارق، دون الأخذ بعين الاعتبار إرهاقهم بعد خوض مباراة قوية في دوري أبطال إفريقيا قبل أيام قليلة. ومع نهاية اللقاء، بدت آثار الإجهاد واضحة على اللاعبين، وكانت النتيجة النهائية شاهدًا على تلك المقامرة.

وبناء على كل ذلك، يتوقّع الكثيرون أن تكون تداعيات هذه الخيارات مكلفة للطرابلسي في المستقبل القريب، خاصةً مع اتساع رقعة الاحتجاجات الجماهيرية وتصاعد الأصوات المنادية بإنهاء مهمته على رأس المنتخب، في وقت يبدو فيه أن الخلل تجاوز مجرد هفوات تكتيكية ليمسّ بنظرية العمل الشامل داخل المنتخب الوطني.

الفيديو: