
أخبار تونس العاجلة من الثورة نيوز - توجّه المهندس صبحي بن أحمد، عن المعهد الوطني للرصد الجوي، برسالة تعزية ومواساة إلى المملكة المغربية الشقيقة على خلفية الفيضانات الأخيرة التي شهدتها عدة مناطق، والتي أسفرت عن رحـ ـ-ـيييل أكثر من ثلاثين شخصًا، إلى جانب ما خلّفته من أضرار جسيمة شملت المساكن والسيارات والبنية التحتية، في مشهد وصفه بالمؤلم والذي يعكس قوة الظواهر الجوية التي ضربت المنطقة خلال الأيام الماضية.
وفي حديثه عن الوضع الجوي العام، أوضح بن أحمد أن المنخفض الجوي العميق الذي كان له التأثير الأكبر على المغرب امتدّ إلى تونس بشكل محدود، حيث وصل بأثر ضعيف مقارنة بما شهده البلد المجاور، مبيّنًا أن البلاد تأثرت أساسًا بتيارات جنوبية شرقية محمّلة بكميات من الرطوبة، وخاصة على مستوى المناطق الشرقية، وهو ما ساهم في تهيئة الظروف لنزول الأمطار.
وأشار إلى أن هذا النوع من المنخفضات، ذات المنشأ الصحراوي، يُعرف بقدرته على جلب أمطار تتراوح بين المتوسطة والمحلية الهامة، وهو ما سُجّل فعليًا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، حيث تم رصد أعلى الكميات بالشمال الشرقي وبولاية نابل، إذ تراوحت المقاييس بين 43 و46 مليمترًا، وهي كميات اعتُبرت مهمة في فترة زمنية قصيرة.
وبيّن بن أحمد أن الأمطار لم تقتصر على مناطق بعينها، بل شملت تقريبًا مختلف جهات البلاد من الجنوب إلى الشمال، مع تسجيل تباين واضح في الكميات، إذ كانت ضعيفة في بعض المناطق ومتوسطة إلى محلية هامة في مناطق أخرى، تبعًا لطبيعة السحب ونشاط الاضطرابات الجوية.
وبخصوص تطورات الطقس خلال الأيام القادمة، أفاد المهندس صبحي بن أحمد بأن يومي الخميس والجمعة سيشهدان تقلبات جوية ملحوظة، قد تكون مصحوبة بأمطار غزيرة أحيانًا وفي فترات وجيزة، محذرًا من أن الذروة المتوقعة لنشاط المنخفض ستكون يوم الجمعة، قبل أن تبدأ حدته في التراجع تدريجيًا بداية من يوم السبت، مرجّحًا أن تكون هذه الأمطار مفيدة وناجعة للبلاد وتشكل غيثًا يحمل الخير للفلاحة والمخزون المائي.
أما على مستوى درجات الحرارة، فقد أوضح أن الأجواء ستظل أدفأ من المعدلات العادية لمثل هذا الوقت من السنة، وذلك نتيجة استمرار تأثير التيارات الجنوبية ذات الطابع الصحراوي، مشيرًا إلى أن درجات الحرارة ستصل إلى حدود 20 درجة مئوية بالعاصمة تونس، مع بقاء الإحساس بالدفء نسبيًا رغم التقلبات الجوية المصاحبة.