
أخبار تونس العاجلة من الثورة نيوز - في عملية نوعية تندرج ضمن مجهودات حماية الموروث الثقافي الوطني، نجحت فرقة الإرشاد البحري التابعة للحرس الوطني بصفاقس في حجز مجموعة كبيرة من القطع الأثرية ذات القيمة التاريخية العالية، وذلك إثر تدخل أمني أسفر عن إحباط محاولة التفريط في كنز يعود إلى الحقبة الرومانية. وقد مثّل هذا التدخل خطوة مهمة في التصدي لعمليات الاتجار غير المشروع في الآثار، خاصة تلك المرتبطة بالمجال البحري والسواحل التي تُعد من أكثر المناطق عرضة لمثل هذه التجاوزات.
وأوضح المعهد الوطني للتراث، في بلاغ توضيحي، أن المحجوزات تضم عدداً هاماً من القطع الأثرية الأصلية، من بينها 5196 قطعة نقدية رومانية مصنوعة من معدن البرونز، وهي عملات تعود إلى فترات زمنية مختلفة من العهد الروماني وتُعد ذات أهمية كبيرة من حيث ما تحمله من دلالات تاريخية واقتصادية مرتبطة بتلك المرحلة. كما شملت المحجوزات قنينة صغيرة وجزءاً من صحن أصليين يعود تاريخهما إلى القرن الأول بعد الميلاد، إضافة إلى صحن فخاري كامل يرجع إلى القرن الثاني بعد الميلاد، وهو ما يعكس تنوعاً لافتاً في طبيعة القطع المكتشفة واختلاف استعمالاتها اليومية آنذاك.
وأشار المعهد إلى أن هذه اللقى الأثرية تمثل مادة علمية ثمينة من شأنها أن تساهم في تعميق فهم الباحثين لتفاصيل الحياة الاقتصادية والاجتماعية خلال العصور القديمة، مؤكداً أن جميع القطع المحجوزة ستخضع لسلسلة من الإجراءات العلمية الدقيقة تشمل الدراسة المعمقة والتوثيق الفني والتاريخي، إلى جانب عمليات التثمين والحفظ وفق المعايير المعتمدة، تمهيداً لإدماجها ضمن الرصيد الوطني للتراث أو عرضها لاحقاً للعموم في الفضاءات المتحفية المختصة.
ويأتي هذا الاكتشاف ليؤكد مرة أخرى ثراء السواحل التونسية بالمخزون الأثري، وأهمية اليقظة الأمنية والتنسيق المتواصل بين الوحدات المختصة والهياكل الثقافية، من أجل حماية هذا الإرث من النهب والتهريب وضمان نقله سليماً إلى الأجيال القادمة.
الفيديو: