
أخبار تونس العاجلة من الثورة نيوز - تعيش تونس هذه الأيام على وقع استعدادات استثنائية لتحقيق إنجاز غير مسبوق في تاريخ قطاع زيت الزيتون، مع اقترابها من اعتلاء المرتبة الثانية عالميًا في إنتاج وتصدير هذا “الذهب الأخضر” خلال موسم 2025، وفق ما أكده الخبير في السياسات الزراعية فوزي الزياني في تصريح إذاعي اليوم الثلاثاء على إذاعة موزاييك.
وأوضح الزياني أن الصابة التونسية لهذا العام تُعد من بين الأضخم في العقود الأخيرة، حيث تُقدّر بنحو 500 ألف طن من الزيت، وهو رقم قياسي يعكس الطفرة النوعية التي تشهدها البلاد في هذا القطاع الحيوي. ويأتي هذا الإنجاز في وقت يشهد فيه السوق العالمي نقصًا واضحًا في الإنتاج، إذ لا يتجاوز إجمالي إنتاج العالم 2.7 مليون طن مقابل طلب يفوق 3 ملايين طن، ما يعني عجزًا يُقدّر بنحو 10 إلى 12%.
ويرى الزياني أن تراجع إنتاج إسبانيا، التي كانت تتربع على عرش الإنتاج العالمي، بفعل الظروف المناخية القاسية والجفاف، فتح الباب أمام تونس لتعزيز مكانتها كقوة صاعدة في سوق الزيت العالمية. وأضاف أن جودة زيت الزيتون التونسي العالية جعلت منه الخيار المفضل في الأسواق الأوروبية، خصوصًا في عمليات المزج مع زيوت بلدان أخرى لتحسين النكهة والنوعية.
وفي حديثه عن الأسعار، أشار الزياني إلى أن إسبانيا ما زالت تتحكم في السوق العالمية وتؤثر في تحديد الأسعار، غير أن الانخفاض الحاد في الأسعار داخل تونس مقارنة بالمستوى الدولي يعود إلى أن 90% من الصابة موجّهة للتصدير نحو إسبانيا وإيطاليا أساسًا، مما يجعل الفلاحين التونسيين رهائن لتقلبات السوق الخارجية.
وانتقد الخبير ما وصفه بـ“السياسة الضيقة للتصدير”، داعيًا إلى تحرير السوق والانفتاح على أسواق جديدة عبر حملات ترويج مدروسة ووسائل دعم فعّالة تُعرّف بالعلامة التونسية وجودتها. كما نبه إلى وجود حملات ممنهجة عالمية تهدف إلى تبخيس قيمة زيت الزيتون منذ الصيف الماضي، إلى جانب انتشار فيديوهات على “فيسبوك” تروج لأسعار متدنية محليًا، مما يضرّ بصورة المنتوج التونسي.
وأكد الزياني أن تدخل الدولة بات ضروريًا لحماية هذا المكسب الوطني، مقترحًا إحداث وكالة عامة للتصدير تُعنى بجميع المنتوجات التونسية الموجهة للأسواق الخارجية، وعلى رأسها زيت الزيتون.
وختم الخبير بالقول إن نجاح موسم التصدير الحالي يمكن أن يُدرّ على تونس ما بين 7 و8 مليارات دينار من العملة الصعبة، وهو ما قد يشكّل دفعة قوية للاقتصاد الوطني وفرصة تاريخية لترسيخ اسم تونس كإحدى القوى الكبرى في صناعة زيت الزيتون عالميًا.