
صحيفة الثورة نيوز - في واقعة مثيرة للغضب الشعبي، لم تمر سوى أيام قليلة على دخول مجموعة من الحافلات الجديدة حيّز الخدمة حتى طالتها أيادي التخريب والعبث، في مشهد صادم يعكس أزمة عميقة في العلاقة بين المواطن والمرفق العام.
الحافلات، التي اقتنتها شركة نقل تونس حديثًا من الصين في إطار مشروع وطني لتحديث أسطول النقل العمومي بقيمة فاقت 40 مليارًا، تعرضت في أقل من 72 ساعة من تشغيلها لاعتداءات تخريبية خطيرة، شملت تهشيم النوافذ والمقاعد الداخلية في عدد من المناطق بالعاصمة وضواحيها، على يد مجهولين لم تُحدد هويتهم بعد.
الحادثة التي انتشرت صورها بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي، أثارت موجة استياء كبيرة في الأوساط التونسية، حيث عبّر العديد من المواطنين عن صدمتهم مما وصفوه بـ"الاعتداء على المستقبل"، خاصة وأن هذه الحافلات تُعد صديقة للبيئة وتأتي استجابة لحاجة ملحة لتحسين ظروف النقل العمومي.
وقال أحد المعلّقين: "كيف نطالب بحقوقنا ونخرب ما يُبنى من أجلنا؟"، فيما اعتبر آخرون أن ما جرى يعكس غيابًا مؤلمًا لثقافة المواطنة والمحاسبة، ويطرح تساؤلات جدية حول دور المجتمع في حماية الأملاك العمومية.
من جهتها، عبّرت شركة نقل تونس عن أسفها العميق إزاء ما حصل، معتبرة أن هذه الممارسات لا تمثّل القيم الحقيقية للمواطن التونسي، وأكدت أن كل حافلة يتم تخريبها تعني اضطرابًا في الخدمة وتأخرًا يمسّ حياة آلاف الركّاب يوميًا.
وتُطرح اليوم بإلحاح مسألة تعزيز الحماية للمعدات العمومية، وتفعيل آليات الردع القانوني ضد كل من يثبت تورطه في هذه الاعتداءات، في ظل حالة من الإحباط العام لدى المواطن بسبب تعطل المشاريع التنموية وغياب الإحساس بالمسؤولية الجماعية.