صحيفة الثورة نيوز - في سياق حديثه حول نتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة، تناول الإعلامي بوبكر بن عكاشة عدة تساؤلات تتعلق بالمستفيد من مختلف السيناريوهات المحتملة، مسلطاً الضوء على حالة انتخابية مثيرة للجدل. أشار بن عكاشة إلى أن ثلاثة مرشحين سيتواجدون في ورقة الاقتراع، أحدهم يقبع حالياً في السجن.
وتساءل: من سيستفيد من المشاركة الكثيفة في الانتخابات، ومن سيجني الفائدة من المقاطعة؟ خاصة على المستوى السياسي والحسابي.
من الناحية الحسابية، يرى البعض أن الرئيس الحالي قيس سعيد، الذي يترشح لعهدة ثانية، يتمتع بطريق مفتوح للفوز، خصوصاً بعد استبعاد عدد من المرشحين الذين كانوا يتمتعون بحظوظ وافرة. كما أن المرشح عياشي الزمال، رغم وجوده في السجن، يمكن أن يفوز إذا صوت له التونسيون، لكن عدم قدرته على القيام بحملته الانتخابية قد يقلل من فرصه.
أما أنصار قيس سعيد، فهم يشعرون بالارتياح لهذا الوضع، حيث يرون أن المعركة ليست معركة قانونية أو حقوقية، بل هي معركة حسابات تتعلق بمدى قدرة مرشحهم على تحقيق نسبة عالية من الأصوات في الجولة الأولى، مما يعزز شرعية مشروعه السياسي لعام 2019. الهدف بالنسبة لهم هو تجاوز نسبة 73%، وهي نسبة تعتبر دليلاً على ازدياد شعبية سعيد وعدم تأكلها، وهو ما سيسمح له بمواصلة إحكام قبضته على السلطة وتجاوز الانتقادات.
وفي هذا السياق، يعتبر بن عكاشة أن مقاطعة المعارضين قد تكون بمثابة "هدية" لقيس سعيد، حيث سيستغل ذلك لتسويق فوزه بنسبة عالية بفضل دعم قاعدته الشعبية ومشاركة أنصاره.
من الناحية السياسية، يلاحظ بن عكاشة أن الشارع التونسي لم يعد مهتماً بالنقاشات السياسية العميقة، وسيكتفي بتذكر النسبة التي سيحققها قيس سعيد، حتى لو تجاوزت 90% وكانت مدعاة للسخرية.
لكن في المقابل، يرى بعض المعارضين أن عدم المشاركة في الانتخابات، خاصة في ظل القرارات الصادرة عن المحكمة الإدارية، يحمل دلالة سياسية في دولة بدأت تشهد حراكاً سياسياً ومعارضة متزايدة. ويرون أن الطعون المفترضة قد تصبح ذات أهمية مع تصاعد الضغوط الشعبية.
وفي ختام تحليله، يشير بن عكاشة إلى أن التسويق الدولي لهذه الانتخابات يبدو غير مجدٍ، خاصة أن الدول الغربية ليست مهتمة بالشأن التونسي بشكل كبير، باستثناء بعض الأطراف مثل الوكالة الإيطالية.