ما يميز هذا المهرجان الذي ينطلق غدا ليتواصل الى غاية يوم الأحد 27 أوت هو طابعه التنظيمي اذ أنه يعد بمثابة الإطار العام لمسابقة وطنية في فن التقليد. وهو يفسح المجال كذلك أمام المولعين بهذا النوع من الفنون للمشاركة في ورشات تكوينية تمكنهم من اكتساب مهارات وتقنيات ضرورية لخوض غمار التجربة في هذا الفن…. وهو فضاء للجمهور لمشاهدة بعض العروض المميّزة.
عملية المشاركة في التصفيات النهائية هي أيضا مختلفة عن السائد اذ سيتم اختيار مترشح عن وحيد عن كل ولاية من بين 28 مشاركا لخوض المرحلة النهائية وبالتالي سيكون التتويج لزاما لفائدة ثلاثة مترشحين عن ثلاث ولايات مختلفة.
كما أن هذا المهرجان الذي تنظمه جمعية ابن رشد للفكر والإبداع بالقلعة الكبرى برئاسة الصادق عمّار، يعتبر مهرجانا “رحّالة” على اعتبار أنه سيقام في مناطق مختلفة من ولاية سوسة. فالندوة الصحفية وحفل الافتتاح سيقام في نزل السندباد في حمّام سوسة يوم 24 أوت، أما ورشة فن التقليد والمائدة المستديرة فسيكون مقرّهما مركز التكوين المستمرّ بجوهرة (سوسة) يوم 25 أوت كما أن التصفيات النهائيّة لمسابقة التقليد ستتم في دار الثقافة بالقلعة الكبرى يوم 26 أوت، في حين أن سهرة التقليد الاختتامية وتوزيع الجوائز فستكون بمسرح الهواء الطلق بهرڤلة يوم 27 أوت.
ويعود هذا الاختيار حسب السيد معز الفقيه المكلّف بالإعلام في جمعية ابن رشد للفكر والإبداع الى حرص ادارة المهرجان على الترويج لهذه التظاهرة الوطنية وجلب أكبر عدد ممكن من الجماهير المولعة بفن التقليد في إطار ما يمكن تسميته بـ”السياحة الثقافية”. ولئن يبدو هذا الاختيار إراديّا في ظاهره لكن يبدو أنه اختيار قصري على اعتبار أن مدينة القلعة الكبرى تفتقر الى حدّ الآن، على عكس معظم المدن الكبرى، الى مسرح للهواء الطلق يليق بتنظيم تظاهرات كبيرة وهامة.
وهذا لم يعد خافيا على أحد وهو ما أكّدته سابقا مديرة دار الثقافة بالقلعة الكبرى السيدة راضية التواتي أثناء حفل اختتام مهرجان مرايا الفنون الملتئم مؤخرا بحضور السيد عادل الشليوي والي سوسة والنائب بمجلس نواب الشعب السيد حافظ الزواري.
الدعوة ملحّة الى المسؤولين في الجهة الى إيلاء العمل الثقافي ما يستحق من أهمية من خلال توفير الفضاءات المهيئة واللائقة وكذلك الدعم المادي لهذه التظاهرات الكفيلة بالرقي بالذوق العام لا سيّما أن معظم المهرجانات خصوصا في المناطق الداخلية تعاني من ضعف في التمويلات بالإضافة الى تململ وزارة الثقافة وبعض المؤسسات الحكومية كالبلديات وتلكؤها في صرف المستحقات المتخلدة بذمتها خصوصا أمام عجز أصحاب هذه المستحقات من ردّة الفعل خشية “التنكيل” بهم وحرمانهم من الدعم في مناسبات قادمة وهذا يعلمه كذلك القاصي والداني.
ولولا بعض المساعدات القليلة والمحتشمة التي تتلقاها هذه المهرجانات “الصغرى” من قبل عدد ضئيل من المؤسسات الاقتصادية وبعض النوادي وأبناء الجهة وكذلك حرص منظميها على المضي قدما في إنجاح هذه التجربة الفتيّة، ورفع هذه التحديات الجسام لقُتِل الأمل ولذهبت كل المجهودات أدراج الرياح. محمد علي الصغير
المصدر: حقائق