لم يسبق ان ان كان وزير دفاع في قطيعة مع القائد الاعلى للقوات المسلحة مهمشا دوره ووصل الامر الى حد رفض اجتماع المجلس الاعلى للجيوش بحضرة الرئيس
لم يسبق لوزير دفاع ان ترك حالة من الضبابية والتخبط بالجيش الوطني لضربه لعين الجيش الادارة العامة للامن العسكري وشلها بغرابة وتساؤل محير من كل كوادرها العليا دفعة واحدة
لم يسبق ان اتهم وزير للدفاع بحجب معلومات غاية في الخطورة على قيادة القوات الميدانية مثلما حصل في المعلومات التي حجبت على راسة اركان ج البر ومنعتها من تفادي العملية الغادرة بهنشير التلة بالشعانبي وكشفت الخيانه بوسائل الاعلام عن طريق نقابي امني تم اسكاته وتحييد القضاء كي لا يتدخل في الموضوع بضغط من الوزير
لم يسبق لوزير دفاع ان اربك القيادة العسكرية واشعرها بعدم الامن وانعدام السند مما اضطرها للاستقالة لحماية الارواح وللفت الانظار لما يحصل من وضع يد خطير من الوزير على الجيش
لم يسبق لوزير دفاع ان همش دور المجلس الاعلى للجيوش وقضى على روح المبادرة فيه مثل ماحصل مع المجلس الحالي
لم يسبق لوزير دفاع ان كان محتقرا لرموز الجيش وقياداته مثل غازي الجريبي الذي لا يابه حتى لكبار القادة وينهرهم مثل ما حصل مع الجنرال النفطي الذي رفض له طلب مقابلة واحاله الى الكتابة وهو المتفقد العام للقوات المسلحة
لم يسبق لوزير دفاع ان ترك موظفين مدنيين يهيمنون على القرارات والاجتماعات بالوزارة خاصة ذات الطابع العسكري ويجبر كبار الضباط على اداء التحية لمدير ديوانه سئ اللسمعة سامي المحمدي الذي هو من منظومة الفساد والاستبداد وباقي فاعل ومؤثر بسلبية كبيرة على وزارة الدفاع الوطني وهو يخطط طبقا لاجندا والوزير يساعد على التنفيذ
حقيقة وزارة الدفاع الوطني في عهد غازي الجريبي بلغت حدا ينبئ بمخاطر جمة بدات اثارها تبرز في نوادي الضباط بعد ان كانت في خلواتهم وشرفاء الجيش الوطني يتالمون في صمت لن يطول فى ظل عجر الرئيس القائد الاعلى للقوات المسلحة وفشل المجلس التاسيسي فى مسائلة وحجب الثقة عن وزير خان القسم وعبث بابرز مؤسسة سيادية
لما وقع طرح مسائلة وزير الدفاع، رئيس الحكومة هدد بالإستقالة : هو شريك له في الجريمة
أما حول حيثيات تعين الفتحلي،
هو من الصف الثاني من المعنيين بخلافة الحامدي وبتعيينه وقع تفادي الاسوء اذ كانت مقترحات الوزير متجهة نحو بقايا المنظومة القديمة ومن حولهم شبهة ويسهل استمالتهم حسب ما يتصور امثال جمال مستوره ومحسن الفارسي ونجيب بن منصور وحسني الجديدي ومحسن الحرزي
كل ما امكن الوصول اليه هو اقناع المرزوقي برفض الاسوء والقبول بمن هو اقل سوء وخطوره واخر مقترحات الجريبي كانت بثلاثة أسماء : العبيدلي، الفارسي أو الفتحلي فاحتفظ بالاخير وهو في الواقع متوسط الامكانيات وشخصيته غير قوية بالشكل الكافي وهو من دورة ساقية سيدي يوسف واصيل باجة ليست له طموحات ويعتبر تدرجه في الرتب عادي ينتمي الى سلاح المدرعات
تعيينه يعطي اشارات ايجابية ومنها عدم اعتماد الانتماء الجهوي كقاعدة في التعيين
لاول مرة منذ مدة طويله يعين رئيس اركان من سلاح المدرعات وسلاحي المدرعات والمشاة و هما الاكثر اولوية في هذا المنصب حسب تقاليد الجيوش
مهمة الفتحلي واضحة وهي المحافظه على حيادية المؤسسة العسكرية والحذر من ان تنجر نحو الانخراط في مسارات معاديه للانتقال الدمقراطي والانتباه لكل ما يصدر من وزير الدفاع من تعليمات للجيش قد تكون غير بريئة
للاسف المرزوقي على درجة كبيرة من الضعف مما جعله لا يضغط لتعيين مدير عام للامن العسكري
هناك رغبة في عدم اعطاء فرصة للقوى المعادية للثوره لارباك الاوضاع وهذه نقطة ضعف استغلها وزير الدفاع ليفعل ما يشاء
أما حول إستقالة الحامدي : كفانا تغطية عين الشمس بالغربال : إستقالة الحامدي سببها أن ما قاله الجويني صحيح : وزير الدفاع كان على علم بهجوم هنشير التلة و لم يعلم القيادة الميدانية.
لما علم الحامدي أن ثمن "طيرانه" هو المزيد من دماء أولاد الحفيانة، و بعد أن أدرك أن الجريبي مستعد لموت جنود لأجل تمرير أجندته : حقن الدماء و ذهب.
الحامدي قبل أن يخرج، سلم قائمة من يراهم الأنسب لخلافته : تجاهلها وزير الدفاع..