شاه هذه حكاية الطفل تشارلي الذي أثار اهتمام ترامب والبابا فرنسيس

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / هذه حكاية الطفل تشارلي الذي أثار اهتمام ترامب والبابا فرنسيس / Video Streaming

يخوض والدا الطفل تشارلي (11 شهراً) معركة من أجل إنقاذ حياته، حتى بعد خسارتهما المحكمة النهائية التي طالبا فيها بمنح فلذة كبدهما المريض، فرصة أخيرة ونقله إلى مستشفى في الولايات المتحدة، وقد حظيت هذه القصة باهتمام واسع من الإعلام البريطاني.

كافح والدا تشارلي، ورفعا قضيتهما إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، إلا أنّ الأخيرة أعلنت عن رفضها التدخل في الأسبوع الماضي. وهذا القرار يعني الحكم بالموت على تشارلي، والسماح لأطباء مستشفى غريت أورموند ستريت، بوقف إمدادات الأوكسجين وغيرها التي تبقيه على قيد الحياة.

ولم يستسلم والداه، كريس غارد وكوني ييتس، واستمرّا في المطالبة بمنحه فرصة أخيرة ونقله لتلقّي العلاج في الولايات المتحدة. ويعاني تشارلي من حالة نادرة من ميتوكوندريا (أجزاء مُهِمَّة من الخلايا تأخُذ المواد الغذائية وتصنع الطاقة التي يُمكِن أن تستخدمها باقي الخلية)، ولديه تلف شديد في الدماغ. وولد تشارلي مع متلازمة استنزاف الحمض النووي الميتوكوندريا في 4 أغسطس/ آب 2016، وهي حالة نادرة يعتقد أنّها تؤثّر فقط على عدد قليل من الأطفال لا يتجاوز عددهم العشرات في جميع أنحاء العالم. في المقابل، يؤمن والدا تشارلي، أنّ نقل الطفل إلى الولايات المتحدة للعلاج، قد ينقذ حياته، بيد أنّ أطباء غريت أورموند ستريت في لندن يقولون إنّه ينبغي أن يسمح للطفل أن يموت بكرامة.

وتمكّن والداه من جمع تبرّعات تجاوزت مليون جنيه إسترليني، في غضون ثلاثة أشهر، على أمل الفوز في المحكمة، والسفر بطفلهما إلى الولايات المتحدة. الحملة التي قاما بها، أثارت تعاطف الملايين حول العالم، حتى كتب ترامب تغريدته على موقع تويتر، الإثنين معبّراً عن دعمه لهما.

وقال متحدّث بلسان والدي الطفل، إنّ البيت الأبيض، كان على تواصل مع عائلة الطفل حول كيفية مساعدتها في معركتهما.

أمام هذه الحالة، تحرّك البابا فرنسيس، وعرض تقديم العلاج في مستشفى الأطفال في الفاتيكان في روما، في حين دعم الرئيس الأميركي نداءات والديه، لنقله إلى الولايات المتحدة. 

لا يختلف كفاح والدي تشارلي عن أي والدين يتمسكان ببصيص من الأمل لإنقاذ طفلهما، ويعتقدان أنّ العلاج التجريبي، نوكليوسايد الالتفافي، الذي يتوفّر في الولايات المتحدة يمكن أن ينقذ حياته، خصوصاً أنّ طبيباً أميركياً عرض عليهما العلاج. ويقال إنّه ساعد أناساً آخرين في ظروف مماثلة في أميركا. 

في المقابل يرى أطباء لندن، أنّ الطفل سيعاني من الألم، ومن الأفضل أن يسمح له بالموت، لأنّ رئتيه لا يمكن أن تستمرّا من دون جهاز التنفس الاصطناعي.

منذ إبريل/نيسان، يجاهد والداه أمام المحاكم أملاً بالحصول على موافقة القضاء لمساعدة طفلهما، لكن الحكم جاء ليناقض رغبتهما، وتقرّر إيقاف الآلات التي تدعمه بالحياة. أدى ذلك إلى انهيار الزوجين للوهلة الأولى، بيد أنّهما تعهّدا مواصلة جهودهما واستئناف القرار.

وفي الثاني من مايو/أيّار، رفع الزوجان قضيتهما إلى محكمة الاستئناف، ورجوا القضاة أن يمنحوهما الأمل لإنقاذ طفلهما. لكن قضاة محكمة الاستئناف، أيّدوا قرار وقف دعم حياة تشارلي بعد ثلاثة أسابيع، أي إنهاء حياته في نهاية مايو، إلا أن الوالدين مُنحا أملاً جديداً عندما وافقت المحكمة العليا على التدخل والنظر في القضية، وأمرت الأطباء بالحفاظ على حياة تشارلي إلى أن يصدر قرار المحكمة. لكن ما لبث أن تبخّر ذلك الأمل، حين أيّدت الأخيرة حكم القضاة في 8 يونيو/حزيران، ولم يبق أمام العائلة أي ملاذ قانوني للجوء إليه في بريطانيا.

ورفضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان التدخل في القضية يوم 27 يونيو/حزيران الماضي، ما يعني أنّه كان ينبغي إنهاء حياة تشارلي يوم الجمعة الماضي.

وحالة تشارلي، تعني أنّ خلاياه عاجزة عن نقل الطاقة إلى عضلاته وكليته ودماغه. وغالباً ما يموت الأطفال في هذه الحالة في مرحلة الطفولة على الرّغم من وجود حالات نادرة بقي فيها بعض الناس على قيد الحياة لغاية سنوات المراهقة. ولا يزال الطب عاجزاً مع أنّ بعض العلاجات أظهرت انخفاضاً في الأعراض. وهو أمر نادر الحدوث، إذ تفيد التقارير أنّ عشرات الأطفال فقط يعانون من حالة مشابهة في جميع أنحاء العالم.

ومنح مستشفى غريت أورموند ستريت، بعض الوقت للوالدين ليمضياه مع الطفل قبل إنهاء حياته، بعد أن نشرا فيديو مؤثّراً يعبّران فيه عن حزنهما وحرمانهما من رغبتهما الأخيرة بنقل الطفل للموت في منزله.

وكان رئيس مستشفى بامبينو جيسو في روما على اتصال مع المستشفى، بعد أن قال البابا، إنّه يحق لعائلة تشارلي مرافقة طفلها حتى النهاية.

من جهته، طلب البيت الأبيض عقد اجتماع بين ترامب ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، خلال اجتماع مجموعة العشرين لزعماء العالم في هامبورغ، ولم يتم الكشف عن جدول أعمال الاجتماع، لكن من المتوقّع التطرّق إلى قضية تشارلي.

وعقب اتصالات بين وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون وأنجلينو ألفانو، وزير الخارجية الإيطالي، وتواصل المستشفى الإيطالي مع السلطات البريطانية حول إمكانية نقل تشارلي؛ قال المتحدّث باسم المستشفى في لندن، إن تحريك الطفل غير ممكن إلا إذا وافقت عليه المحكمة العليا. 

ويمضي والدا الطفل، كريس وكوني، الأيام الأخيرة من حياة طفلهما إلى جانبه.

وكالات

المصدر: الجمهورية