شاه في الاتحاد الوطني للتربية المختصة والإدماج: أخصائيون في خدمة الأطفال والمراهقين حاملي الإعاقات الذهنية الخفيفة

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / في الاتحاد الوطني للتربية المختصة والإدماج: أخصائيون في خدمة الأطفال والمراهقين حاملي الإعاقات الذهنية الخفيفة / Video Streaming

في 64 نهج الحبيب بورقيبة بأريانة، تزخر إحدى البناءات بحياة من نوع خاص، حياة نذرتها جمعية الاتحاد الوطني للتربية المختصة والإدماج (UNESI)، وهي منظمة غير حكومية وغير ربحية، إلى الأطفال والمراهقين من ذوي الاحتياجات الخصوصية ومن الحاملين لإعاقة ذهنية خفيفة.
إذ تهتم جمعية الاتحاد الوطني للتربية المختصة والإدماج بتكوين هذه الفئة من الأشخاص وذلك في مرحلة أولى في مركز التربية المختصة من خلال توفير برنامج تعليمي خاص  يسمح للتلاميذ باكتساب القدر الأكبر من الاستقلالية والمهارات الاجتماعية، وفي مرحلة ثانية بتوفير برامج في التكوين المهني  في اختصاصات متعددة على غرار صنع المصوغ وصنع المرطبات والبستنة وصنع الجلد وذلك بمركز التكوين المهني المختص، وهو ما يسمح بإدماج هذه الفئة من التونسيين في الحياة المهنية وذلك بالإعتماد على فريق متعدد الاختصاص (أخصائيون نفسانيون ـ مربون مختصون ـ  أخصائيون في تقويم النطق ـ أخصائيون في العلاج الوظيفي ومكونون مهنيون).

تكوين يتماشى مع حاجيات التلاميذ

وفي هذا السياق، أفادنا كاتب عام الجمعية السيد أمير البلطي (مرب مختص)  أنّ المركز يفتح أبوابه للتلاميذ من ذوي الاحتياجات الخصوصية بحكم أن المنظومة التربوية الكلاسيكية لا توفر خدمات تتناسب مع الإعاقات التي يحملها البعض، ويوفر لهم تكوينا متماشيا مع قدراتهم حتى يتمكنوا من الاندماج في الحياة المهنية والاقتصادية.
 وأضاف الكاتب العام أنّ المركز يقدم تكوينا مهنيا يسمح بالتحصل على شهائد مصادق عليها من قبل وزارة التكوين المهني والتشغيل وكذلك من قبل وكالة الإرشاد والتكوين الفلاحي.. وكشف أمير البلطي أنّ المركز يضم 80 تلميذا وأنّه شهد تخرج 58 تلميذا منذ سنة 2011 في اختصاصات صنع المرطبات و صنع المصوغ.
وشدد أمير البلطي على دور المركز الذي يوفر نفس الشهادات التي توفرها مراكز التكوين “العادية” الأخرى غير أنّه يقدم تكوينا متماشيا مع خصوصيات الفئات من حاملي الاعاقة الذهنية.

إشكالية آدماج الأشخاص الحاملين لإعاقات في المجتمع

من جهتها تحدثت إلينا المديرة التقنية لجمعية الاتحاد الوطني للتربية المختصة والإدماج ليلا راجي (اخصائية في علم النفس) عن أهداف المركز قائلة انّ سؤالا جوهريا يُطرح اليوم في تونس وفي بقية العالم في علاقة بإشكالية إدماج الأشخاص الحاملين لإعاقات في مجتمعهم مشيرة إلى أنّ هناك أشياء ومرافق لا نفكر فيها على هذا المستوى في حين أنها ضرورية لنمط حياة الآلاف منا.
وأضافت أنّ الاتحاد الوطني للتربية المختصة والإدماج يسعى إلى إدماج الأشخاص الحاملين لإعاقات ذهنية خفيفة في المجتمع وذلك من خلال توفير برامج تعليمية مختصة تسمح لهم بالحصول على شهادة بما يفتح لهم أبواب الشغل وامكانية الاستقلالية الاقتصادية.
ولكن محدثتنا اعترفت في نفس الوقت بالصعوبات التي يلاقيها المتخرجون من المركز في العثور على العمل بحكم جملة من العوامل ومنها عقلية بعض أصحاب الشركات الذين يفكرون بمنطق ربحي حتى لو كانت لهم نيّة طيبة في الانتداب، ولذا وضعت الجمعية وحدة متابعة لمرافقة المتخرجين في مسار بحثهم عن عمل وذلك عبر تحسيس المهنيين بأهمية دمج هذه الفئة من التونسيين في الدورة الاقتصادية وعبر متابعة التربصات المهنية التي يجرونها.

لا للخوف لا للإقصاء

وقالت ليلا راجي إنّ المجتمع بحاجة إلى وعي أكبر بحاجيات هذه الفئة وبضرورة تجاوز فكرة الخوف والإقصاء لانّ هؤلاء الأشخاص لهم حقهم ومكانتهم في المجتمع، وهم يشتكون فعلا من ندرة المرافق المخصصة لهم والتي تأخذ بعين الاعتبار حاجياتهم الخصوصية.
وأضافت ليلا راجي قائلة إنّ قبول التلاميذ يتم وفق الملفات التي يتقدم بها أولياؤهم مشيرة في نفس الوقت إلى خضوع المترشحين الى اختبار قبول من طرف فريق متعدد الاختصاص يعمل بالمركز.
وبخصوص تمويل الجمعية، أشارت ليلا راجي إلى أنّ عدّة أطراف تُقدر الدور الذي يلعبه الاتحاد الوطني للتربية المختصة والإدماج في مجال الاحاطة بالأشخاص الحاملين للإعاقات بحكم جدية عملهم، وقد حظيت الجمعية بدعم «مؤسسة فرنسا» التي مولت ورشة البستنة، وسفارة استراليا التي موّلت ورشة صنع الجلد. وأمّا سفارة أمريكا فقد تكفلت بأشغال توسيع المركز وذلك في إطار تمويل برنامج الحكومة الأمريكية للإعانات الإنسانية، وتكفلت السفارة بكلّ تكاليف توسعة البناية.
وأضافت الأخصائية النفسية أنّ المركز له وحدة تقدم خدمات فردية بالنسبة للأطفال غير المسجلين بالمركز والذين يشكون مشاكل في المجال النفسي والعلاج الوظيفي وتقويم النطق.
هذا ويتم التعهد بالأطفال والمراهقين داخل الأقسام المختصة من الاثنين الى الجمعة من الساعة التاسعة صباحا إلى الساعة الرابعة بعد الزوال.
للاتصال بالمركز: 044 924 24

شيراز بن مراد

المصدر: الجمهورية