أخبار تونس العاجلة من الثورة نيوز - في خضم التحذيرات الطبية المتزايدة، كشفت دراسة حديثة لجامعة تافتس الأمريكية، نُشرت في مجلة جاما نتوورك أوبن، أن تناول علبة واحدة فقط من المشروبات الغازية يوميًا يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات خطيرة في وظائف الكبد، نتيجة احتوائها على كميات مرتفعة من السكريات المضافة مثل شراب الذرة عالي الفركتوز. وأوضحت الدراسة، التي شملت أكثر من ألفي شخص بالغ، أن هذه السكريات تُسهم في تراكم الدهون حول الكبد، ما يؤدي إلى الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، الذي يُعَدّ من أكثر أمراض العصر شيوعًا، ويُتوقّع أن يصبح السبب الرئيسي لعمليات زراعة الكبد بحلول عام 2030.
وبيّنت النتائج أن الأشخاص الذين يستهلكون المشروبات الغازية يوميًا أكثر عرضة بنسبة 68% للإصابة بالكبد الدهني مقارنةً بمن يقللون من تناولها، مشيرةً إلى أن حتى المشروبات الغازية الدايت تُحدث آثارًا سلبية مشابهة، بسبب المحليات الصناعية مثل الأسبارتام التي تُجهد الكبد بطرق مختلفة.
كما ربطت الدراسة بين الإفراط في استهلاك هذه المشروبات وبين زيادة الوزن ومتلازمة التمثيل الغذائي، إذ تؤدي السعرات الحرارية الفارغة فيها إلى تحفيز الشهية وزيادة تراكم الدهون في منطقة البطن، ما يضاعف العبء على الكبد ويزيد خطر الإصابة بالتهاباته المزمنة.
وقدّم الباحثون جملة من النصائح للوقاية من هذه المخاطر، من أبرزها تقليل تناول المشروبات الغازية واستبدالها بالماء أو الشاي الأخضر غير المحلى، إلى جانب اتباع نظام غذائي متوازن غني بالخضروات والفواكه وممارسة النشاط البدني المنتظم، لما لذلك من دور في تحسين استقلاب السكريات وحماية الكبد من الإجهاد التأكسدي.
واختتمت الدراسة بتأكيد أن علبة واحدة من المشروبات الغازية يوميًا قد تبدو غير مؤذية، لكنها تحمل تأثيرًا تراكميًا خطيرًا على المدى الطويل، داعيةً إلى وعي صحي أكبر لحماية الكبد، هذا العضو الحيوي الذي يعمل بصمت لتحمل أعباء الحياة العصرية.