
صحيفة الثورة نيوز - أثار مقطع فيديو لطفلة تونسية وهي تبكي بتأثر بالغ أثناء حضورها لحفل الفنان الشامي ضمن فعاليات مهرجان قرطاج، ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما بعد تعرضها لموجة من التنمر من قبل بعض المستخدمين الذين سخروا من مشاعرها.
وفي أول تعليق رسمي من عائلة الطفلة، خرجت والدتها عن صمتها لتوضح ملابسات الموقف، قائلة:
"بنتي كانت تحضر لأول مرة مهرجانًا فنيًا في حياتها، ولم يسبق لها أن شاهدت الفنان الشامي على المسرح من قبل. عندما رأته أمامها لم تصدق الأمر، وقالت لي: 'ماما، لم أصدق أنني رأيت فنانًا حقيقيًا أمامي.' تأثرت كثيرًا بأغنيته، حدّ البكاء الشهقي، وأخبرتني أن كلمات الأغنية حفرت في ذاكرتها واستحضرت مشاعر وذكريات عميقة."
وأضافت الأم:
"سألتها إن كانت تحب أحد زملائها في المدرسة، فأجابت: لا يا أمي، لم أبكِ بسبب حب مراهقة، بل تذكرت حب الأب، وحب الأم... شعور لم أستطع وصفه."
وتزامنًا مع الضجة الإعلامية التي أثارها الفيديو، تدخلت وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن، من خلال مندوب حماية الطفولة، في محاولة لحماية الطفلة من آثار التنمر الإلكتروني الذي تعرضت له.
لكن هذا التدخل لم يمر دون انتقاد. فقد علّق الإعلامي سمير الوافي على الموضوع قائلاً:
"وزارة المرأة والطفولة ومندوب حماية الطفولة لا ينبغي أن ينتظروا الضجة الإعلامية (البوز) للتحرك والقيام بواجبهم، كما فعلوا في قضية الطفلة المتأثرة بحفل الشامي، رغم أن هؤلاء الأطفال مدللون نسبيًا، ورغم التنمر الذي تعرضوا له، إلا أن هناك أطفالًا آخرين يعيشون ظروفًا مأساوية أكثر قسوة."
وأضاف الوافي:
"نرى يوميًا منذ سنوات طويلة أطفالًا يُجبرون على بيع المشموم والخبز وسلع أخرى تفوق طاقتهم، تحت أشعة الشمس الحارقة وعلى أرصفة الطرقات، في ظروف لا يمكن تبريرها. هؤلاء ضحايا عائلاتهم التي تستغلهم في أعمال لا تليق بطفولتهم، بل إن البعض يُستخدم في التسول بطريقة منظمة ومقصودة. على الوزارة أن تتدخل لحماية هؤلاء الأطفال دون انتظار عدسة الكاميرا أو فيديو مثير على مواقع التواصل."
وتأتي هذه الحادثة لتفتح من جديد ملف حماية الطفولة في تونس، بين تعاطف شعبي واسع مع الطفلة وبكائها العفوي، ودعوات لمراجعة أولويات التدخل الرسمي في قضايا الطفولة الأكثر هشاشة.