صحيفة الثورة نيوز - في أول ظهور علني بعد مرور أربعين يومًا على رحـ ــييل الفنان التونسي أحمد العبيدي، المعروف باسم كافون، عبّرت زوجته الهام الشيحي بكلمات مؤثرة عن الحزن العميق الذي لا يزال يسكنها، رغم صمت الأيام وتوالي الليالي.
كتبت أرملته رسالة تمزج بين الوفاء والحنين، تنبع من قلب موجوع لم يلتئم رغم مرور الوقت، قالت فيها:
"أكتب لك اليوم وكأنك تقرأ، وكأني أراك تبتسم كعادتك، وكأنك ما زلت هنا... كم أشتاق لصوتك، لضحكتك، حتى لصمتك الذي كنت أفهمه دون كلمات. غيابك علّمني أن الحب لا ينتهي بالموت، وأن الفقد لا يُشفى بالزمن. اللهم اجعل قبره نورًا وراحة..."
الرسالة الموجعة التي شاركتها مع محبي الفقيد أعادت تسليط الضوء على الجانب الإنساني من حياة كافون، الذي لم يكن فقط فنانًا محبوبا، بل زوجًا حنونًا ترك فراغًا عاطفيًا كبيرًا في حياة من أحبوه.
وفي كلمات تنضح صدقًا وألمًا، وصفت لحظات ما بعد الرحيل:
"في لحظة وداع من نحب، لا يسقط الليل مرة واحدة، بل تشتعل في القلب أربعون شمعة... وكل يوم تنطفئ شمعة... نرتدي قناع الصبر، لكننا في الداخل ما زلنا عند لحظة الرحيل..."
ومع انتهاء الأربعين، عبّرت عن المفارقة التي يعيشها قلب الحزين، حين يظن أنه تجاوز الألم، ليكتشف أن هناك شمعة أخيرة لا تنطفئ أبدًا:
"هي لا تمـ ـووت... تنتظر لحظة، رائحة، صورة، أو زاوية في البيت... فتشتعل من جديد، لا كضوء مؤقت، بل كنار خالدة... لأن من يسكن القلب حقًا، لا يرحل أبدًا."
وختمت رسالتها بكلمات وداع أخيرة لرفيق دربها:
"نم قرير العين يا حبيبي... وكن سلامًا في مكانك، كما كنت دفئًا في حياتي."