أصدر المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون “بيت الحكمة” أربعة عناوين جديدة ثلاثة منها باللغة الفرنسية وإصدار باللغة العربية.
وهذه الإصدارات هي: “دراسات أدبية: مباحث، أشكال وشخصيات” (Etudes littéraires : Thèmes, formes et personnages littéraires) للباحث محمد رضا بوقرة، و”الدماغ والديانات” (Le cerveau et les religions) للدكتور رفيق بوخريص، و”غواية الجهاد : الشباب المخذول والعنف” (La tentation du jihad : Violences et jeunesses à l’abandon) ألفه كل من منية بن جميع و”أوليفيي دوفيل” و”كاتي سعادة” ونادرة بن اسماعيل وعقبة نطاحي وكذلك مريم السلامي.
أما الكتاب الصادر باللغة العربية، فيحمل عنوان “رحلة اليوسي لمحمّد العيّاشي بن الحسن اليوسي” تحقيق أحمد الباهي.
ويهتم كتاب “دراسات أدبيّة: مباحث، أشكال وشخصيات” في الجزء الأوّل بالآداب الفرنسيّة ونماذج أدبيّة مغاربيّة لأدباء ومبدعين فرنكوفونيين مثل الجزائري رشيد بوجدرة والمغربي محمّد خير الدين والروائي التونسي مصطفى التليلي، متناولا خصوصيات تلك الأعمال الرافضة للنزعة الامتثاليّة تأثّرا بالأعلام الغربيّة التحديثيّة، كنصوص سبعينات القرن العشرين حيث ظهرت إبداعات تجاوزيّة للمدوّنة الأدبيّة السائدة، فالآداب والفنون وفقا للمؤلّف آليّة نصر على القوى الساعيّة إلى سحق الإنسان والاعتداء على كرامته.
وخصّص الجزء الثاني للدراسات البروستينيّة والفن الأدبي، حيث يمثّل الأثر رحلة في تضاريس روائع الفنون وعلاقتها بالكوميديا الإنسانيّة، إلى جانب إشكالات أسطورة الخلق الفني والأبعاد الإستيتيقيّة، ومسيرة البحث عن الزمن المفقود لدى الروائي والمبدع الفرنسي مارسيل بروست، الذي عاش أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
ويطرح كتاب “الدماغ والديانات” مجموعة من الإشكاليات تتعلّق بالسعي إلى التفسير العلمي وطمأنينة الاعتقاد لدى الإنسان. ويتساءل مؤلف الكتاب عن إمكانية أن يكون للشأن الديني مبحث للمقاربة العلميّة؟ وأيّ مشروعيّة للدين خارج الدماغ البشري؟ وما الفرق بين الذوات المولعة بالفهم والكيانات المهووسة بالإيمان؟ وهل يمكن للدين أن يكون علما؟
ويتساءل الباحث في كتاب “”غواية الجهاد: الشباب المخذول والعنف” عن أسباب قرار الشباب في لحظة ما التخلي عن كل شيء من أجل غواية الجهاد؟ وكيف تستقطبه المنظّمات الإرهابيّة؟ ولماذا تنجح مجموعات الموت في مصادرة حقّه في الحياة عبر شعارات الشهادة وطريق اللّه و الجهاد؟ وهل من مبرّرات لسيكولوجيّة الانتقام؟
ويجيب الكتاب على هذه الأسئلة متضمّنا مقاربات علميّة تشخّص طبيعة المآزق النفسيّة المتمثّلة في سيكولوجيات محبطة وإمكانيات ذهنيّة تتّسم بالفراغ نتيجة لواقع أسري لم يحسن الإحاطة التربويّة ونسيج اجتماعي مهمّش للفعل الثقافي ولم يوفّر مقوّمات الوجود السوي لشبابه.
أما كتاب “رحلة اليوسي” فهو وثيقة مفعمة بحقائق تجمع بين الجغرافيا في شكل دليل سياحي، والتاريخ بما تضمّنت من توثيق لأحداث، لذلك الرحلات الحجيّة البريّة، بسبب صراع العثمانيين والإسبان في السواحل المغربيّة من أجل الهيمنة على مضيق صقليّة. و اعتبرها المحقّق أحمد الباهي أحد أهم الفنون الأدبيّة التي ميّزت بلاد المغرب منذ المرحلة الوسيطة ، قائلا في هذا الصدد “يمثّل هذا الكتاب حلقة مهمّة في سلسلة الرحلات الحجيّة والحجازيّة التي دوّنها المغاربة بمناسبة قيامهم بفريضة الحجّ أو طلب العلم”.
المصدر: الصريح
TH1NEWS