كتب صلاح الدين المستاوي
تهيا لي ان اواكب الدروس الحسنية با لمغرب التي تعقد بمناسبة شهر رمضان المبارك في رحاب القصر الملكي(بالرباط او الدار البيضاء وغيرهما)ويدعى اليها علماء من كل انحاء العالمين العربي والاسلامي ومن خارجهما وذلك على امتداد الشهر وهي سنة حميدة درج على تنظيمها المغرب منذ عقود ولاتزال تتوسع عاما بعد عام خصوصا في اتجاه افريقيا التي تشهد انفتاحا كبيراعليهامن طرف المغرب و هو في الحقيقة والواقع استئنا ف لدور المغرب التاريخي في ربوع افريقيا(فعن طريق الرحالة والتجارو الطرق الصوفية وبالخصوص التجانية والقادرية وبمن قصد المغرب لتلقي العلم من ابناء افريقيا في القرويين انتشر الاسلام بخصوصياته السنية الاشعرية المالكية الجنيدية وهي خصوصيات تشتد الحاجة اليها في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها افريقيا التي تتعرض الى مد داعشي وشيعي يوشك ان يدخلها في فتنة طائفية)وفي هذا الاطار ايضا تندرج رحلات الملك محمد السادس المتكررة الى البلدان الافريقية تدعيما لهذه الاواصرروحيا باعتباره يحمل لقب اميرالمؤمنين واقتصادياباعتبار المغرب بوابة افريقياالغربية وبلدان ما وراء الصحراء
كانت الايام التي قضيتها بالمغرب مليئة بالنشاط حيث برمجت لي دروس ومحاضرات مثل غيري من الضيوف في الرباط وغيرها من المدن ففي مراكش تهيا لي بالاضافة الى القيام بالنشاط الديني المبرمج ان ازو ر مصحوبا بالصديق خالد باي المقيم في مراكش والاستاذ عبد الهادي ( القاضي عياض والامامين الجزولي والسهيلي والبقية من السبعة رجال الذين اشتهرت بهم مراكش)
كماقادتني هذه الرحلة الى شمال المغرب هناك في مدينة المضيق المطلة على اسبانيا والتي تحد مدينة سبته المحتلة تهيا لي اضافة الى القيام بالنشاط المبرمج ان ازور المولى عبد السلام بن مشيش شيخ شيخنا ابي الحسن الشاذلي رضي الله عنهما وكانت زيارة متميزةعن زياراتي السابقة لهذا المعلم الروحي فقد انطلقت رفقة الاستاذ الامريكي عبد الهادي في الرابعة صباحا لنصل الى المولى عبدالسلام في الساعة السادسة وكان المقام خال من الزوار باستثناء ثلاثة من المجاورين و كان الجو مليئا سكينة وروحانية هي ولاشك من بركات المولى عبد السلام ومن بركات العشر الاواخر من رمضان فالحمد لله على ذلك وشكرا جزيلا للاستاذ خليل مرون عميد مركزايفري الاسلامي في باريس و الصديق القديم اصيل المضيق الذ ي رتب لنا هذه الزيارة المباركة
وقد شرفتني وزارة الاوقاف بالقاء كلمة الضيوف العلماء المشاركين في الدروس الحسنية لهذا العام في الحفل البهيج الذي اقيم ليلة السابع والعشرين باشراف جلالة الملك محمد السادس في مسجد حسان وهو شرف يتجاوز شخصي المتواضع الى تونس وشعبها الذين تربطهما بالمغرب وشعبه اواصر الاخوة المتينة وقدنوهت في هذه الكلمةبما لقيه الضيوف من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وبما وجدوا عليه المغرب من امن واستقرار وبما غدا عليه من اشعاع من خلال المبادرات الرائدة في اتجاه افريقيا المتمثلة في انشاء رابطة محمد السادس لعلماء افريقيا ومعهد محمد السادس لتكوين الائمة والمرشدين والمرشدات الذي يتخرج منه الطلاب مشعين على من حولهم باسلام الوسطية والاعتدال اسلام التسامح والتعايش بين كل بني الانسان اسلام السند الروحي الذي عرف به المغرب الذي كان ولايزال مثوى للاولياء مثلما ان المشرق مثوى للانبياء وقد لقيت هذه الكلمة استحسان الحضور و ذلك من توفيق الله وتسديده فله الشكر اولا واخرا
لم تكن هذه اول مرة اشارك فيها في الدروس الحسنية فقد سبق لي حضور دورات سابقة وقد شارك فيها من تونس شيوخ اعلام لا يزال الاخوة المغاربة يذكرونهم بكل اعجاب بهم وبالزيتونة نذكرمنهم بالخصوص الشيخين الجليلين محمد الفاضل بن عاشور ومحمد الحبيب بلخوجة رحمهماالله كما لايزال يدعى لحضورها فضيلة مفتي الجمهورية الشيخ عثمان بطيخ
المصدر: الصريح
TH1NEWS