روى لي أحد المقربين من الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة أنه إستقبل ذات يوم أعضاء المجلس الإسلامي الأعلى يتقدمهم رئيسه المرحوم التهامي نقرة ، وقد إرتدوا جميعا اللباس التقليدي التونسي، الجبة وما تابعها والعمامة الحمراء ! سأل بورقيبة التهامي نقرة عن علاقة الإسلام بهذا النوع من الباس ، فأجابه هذا الأخير :” نحن نقتدي بك سيدي الرئيس فقد عودتنا على ارتداء اللباس التونسي التقليدي كلما أشرفت على موكب ديني ” . ضحك بورقيبة باستهزاء وأجابه : ” يبدو أنك لم تفهم وظيفة رجل السياسة الذي من واجبه إيهام الناس بأنه يتبنى مظاهر معتقداتهم وإلا كفروه ” .
تذكرت هذه الواقعة ، ذات البصمة البورقيبية الخصوصية والمتفردة ، وقد إضطرم الجدال ، أخيرا ، حول ” اللوك ” الجديد لزعيم حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي ، الذي ظهر في إطلالته الإعلامية الأخيرة ، بلباس إفرنجي وربطة عنق دأب الإسلاميون المتشددون على ٱعتبارها ترمز في شكلها للصليب وينصحون بعدم إرتدائها
*الصريح
المصدر: الصريح