القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / يوميات سياسي حر : ليس من رأى كمن سمع ! / Video Streaming

يكتبها محمد البلاجي

نستمع هذه الايام عن أخبار مطمئنة حول عودة اقتصادنا الى   الانتعاشة، بتطور دخلنا الوطني الى نسبة 2.1% وهو خبر نبتهج له ونثمنه ونصفق له.

ولكن هذا الخبر السعيد نسمعه فقط ولا يؤثر في جيوبنا ولا نحسّ به في تعاملاتنا اليومية في الأسواق.

ونحن نعلم علم اليقين ان دينارنا يواصل انحداره وأنّ بضاعتنـا ـ إلاّ ما قلّ منها ـ تزداد كلفتها ونسمع عن تشبث بعض الأطراف الاجتماعية في مواصلة اضراباتها.

وهذا ما يحدّ من تفاؤلنا وينغص علينا فرحتنا.

نحن على اقتناع تام بجدية الأكثرين من مسؤولين في بذل المزيد من الجهد حتى تكون بهجتنا كاملة وحتى نرى ونمارس ما نسمعه ونقرأ عنه من إعلانات تفاؤليّة.

لكن هذه الديمقراطية الجديدة علينا، وهذه الاحزاب التي يفوق عددها المائتين، لم تبلغ درجة من النضج السياسي الذي يدعم تفاؤلنا ويُسند فرحتنـا.

وهذه الاعتصامات والاضرابات تواصل تنغيص عيشنا وتحرمنا من البهجة.

وهذا الاعلام المنفلت بعد عهد من الكبت ـ وأنا طرف فيها ـ لا يقوم بدوره على الوجه المطلوب في تحليل الامور وبناء الثقة وإنارة المستقبل.

وهذا الخوف الذي لم يفارقنا من نكسة تعيدنا الى حيث كنا في السياحة التي نعول عليها  وفي مختلف مجالات اقتصادنا الاخرى.

وهذا الارهاب الذي استبشرنا بالتصدي له ومقاومته قد يغدرنا بضربة بائسة تذهب بعض الامل الذي بدأ يعود الينا.

الحل ـ في رأيي المتواضع ـ هو مزيد السعي لتدعيم وحدتنا وتمتين الثقة بين الحاكم والمحكوم في بلادنا واستعادة الدولة ـ بلا تأخير ـ لهيبتها ودورها الحقيقي لتبدد خوفنا ونستعيد الثقة في أنفسنا ويبرق الامل من جديد في بلادنا المرتعشة وقوانا الاقتصادية شبه الساكنة وعضلاتنا النائمة فيذهب عنا الضباب المتلبد فوق رؤوسنا حتى نرى الشمس ساطعة ويعود حلم القادرين الى نفوسنا وعقولنا وقلوبنا.

 

 

المصدر: الصريح