كتب ابوذاكر الصفايحي
لعل شهر ماي او شهر مايو (والتسميتان صحيحتان احدهما مستعمل في المشرق والأخر لاهل المغرب) هو من اكثر الشهور التي ورت في ذكرها اقوال وامثال تونسية تقليدية مشهورة عبر السنوات وتعاقب الجيال كقولهم(اش بيك فاشل كي عصبانة مايو) فعصبانة مايو تجفف كما هو معلوم في شمس مايو الحارة التي تعلن عن بداية قدوم فصل الصيف وهي لذيذة جدا اذ ترسل رائحة فواحة وتضاف الى طبق الكسكسي التونسي كسكسي العولة فلا يستطيع من يستنشق رائحته الفواحة عليه صبرا، ولذلك كانت النساء في بلادنا التونسية يتفنن في طبخه لجلب محبة الرجال ونيل الحظوة عندهم قبل التقدم اليهم بما يشان من الطلب والسؤال كما يقول التونسيون(جاء شهر مايو هزوا دبشكم وهيو) ولعل ذلك يعني الرغبة في الرحلة والترحال بقدوم شهر مايو، شهر بداية التمتع بنضارة الطبيعة وما خلقه الله فيها من السحر والجمال كما يقول التونسيون الاقدمون(مايو احصد زرعك كي يكون فليو) وفي هذا القول بلا شك دعوة الى بداية فصل الحصاد بعد شتاء مليء بالكد والاجتهاد، فاللهم من علينا بالحصاد الوفير واجعل هذا الشهر مباركا علينا شهر رزق وخير ويمن وتيسير واحفظنا من اهل السوء والشر والمكر و(التنبير) الذين بدؤوا يفكرون في وضع العصي في العجلات وتعطيل مسيرة البلاد في كل الاتجاهات بعد ان فشلوا في صناديق الانتخابات التي جعلتهم اضحوكة السمار في السهرات
المصدر: الصريح