رغم تحقيقه للمهم في رحلته الى كوناكري الغينية عند ملاقاة نادي حوريا باقتلاع ورقة العبور الى دوري المجموعات في رابطة أبطال افريقيا، الا أن عديد الاحترازات رافقت ظهور الترجي الأخير حتى وان كانت بعض قرارات الحكم غاساما باكاري وكذلك الجو العام الذي دار فيه اللقاء يوفّران للترجيين بعض الأعذار لتبرير ما حصل من هبوط في الأداء واضطراب خلق نوعا من الغصرة للفريق قبل ضمان التأهل..
واذا ما كان يحسب بدرجة أولى لحارس المرمى معز بن شريفية استبساله عشية الأحد في الذود عن أخشابه وتميّزه في تصديات أبقت على الترجي في الرهان، فانه من الضروري التنبيه الى بعض النقائص والهنات التي باتت تنذر بعواقب وخيمة خاصة أن نسق التنافس سيكون ابتداء من الدور القادم أرفع بكثير عند ملاقاة كبار القارة السمراء..
هنا لا بدّ من الاشارة الى أن نفس الأخطاء باتت تتكرّر محليا وقاريا اذ أنه من شبه المتفق حوله وجود ضعف دفاعي مرتبط أساسا بخطّ المحور حتى وان حاول البعض التغطية على الذوادي وبلقروي غير أن الوقائع تقول ان الخشية تتضاعف بوجودهما سويا (وان كان بلقروي غائبا حاليا لدواع تأديبية)، فالفريق ورغم تغيير اطاره الفني فانه لم يهتد بعد الى التركيبة المثلى لانهاء صداع سببه الأخطاء الدفاعية القاتلة والتي يغطيها حاليا نجاعة الخط الأمامي والا كان الحصاد هزيلا..
هنا يتراىء للبعض أن الراحة السلبية لبلقروي والذوادي بجلوسهما تباعا على بنكي بدلاء الجزائر وتونس في “الكان” كان لها دور سلبي في هبوط الأداء وفقدان النسق، ولهذا فان سيناريو الهفوات يتكرر بشكل شبه أسبوعي وبنفس الشاكلة وهذا ما يعني أن ثنائي محور دفاع الترجي يحتاج بالأساس الى عمل ذهني لالتقاط الأنفاس واستعادة صلابة تبدو أكثر من ضرورية عند مقارعة كبار القارة والا فان الحلم سيقبر مبكّرا..
الترجي -وخلال أمجاده القارية السابقة- انتفع من صلابة وفرها بوسنينة والمحجوبي ثم بدرة والجعايدي الى حدود جيل بانانا والهيشري..غير أن أرقام ثنائي المحور الحالي بعيدة عن التطلعات وهو ما يستوجب تلافي هذه الهنات..
طارق
المصدر: الجمهورية