القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / عيسى حياتو والدروس المجانية عن الديكتاتورية… / Video Streaming

سقط عيسى حياتو من كرسي مملكته في الاتحاد الافريقي لكرة القدم بعد أن ظلّ جاثما زهاء الثلاثة عقود على جسد كرة القدم في القارة السمراء..بل وامتدّ نفوذه ليصل الى أروقة الفيفا..ولولا ترهّل وشيخوخة أصابتاه في مقتل لتسنّى لهذا الكامروني مزيد الانتشار والتغلغل لفرض هيمنته ومزيد بسط نفوذه..
تنحّى حياتو عن عرشه ليحلّ مكانه الملغاشي أحمد أحمد والذي لم يكن يعني شيئا لدى جمهور المتابعين في بلد لا تقاليد له في الجلد المدور غير أن التاريخ سيحفظ لمدغشقر أنها جادت على افريقيا برجل حرّرها من براثن ديكتاتورية كروية بتوقيع من عيسى الذي كاد يرسي نظاما ملكيا في قارة عانت ولا تزال من جبروت الساسة وكانت الكرة ملاذها الوحيد في زمن الأوبئة والفساد والمجاعات..غير أن القبضة القوية للرئيس السابق لهذا الهيكل الكروي حوّلتها الى احدى أعتى الديكتاتوريات على امتداد سبع فترات نيابية..
في الأثناء تبدو بشائر التحرر الكروي واعدة بعد ما صرح به الرئيس الجديد لل”كاف” بالخروج بكرة القدم من بوتقة الوصاية السياسية وكذلك مزيد ارساء الشفافية وأيضا ارساء نصّ قانوني جديد يحدّد سقفا للترشحات ورئاسة الكاف وأقصاها ثلاث مرات..
مع كلّ ما يحصل من تغييرات بسرعة الصوت، ورغم كل الحيف والظلم اللذان طالا كرة القدم التونسية جراء بطش حياتو وعصاباته التحكيمية والادارية، فان لا شيء يوحي حقا بالاعتبار من هذه الدروس المجانية على الطريقة الكامرونية بعد تنحّي حياتو وتهاوي عرشه..ففي تونس مازال أصحاب عهدة الحكم متمسّكين بكرسي هزّاز وذلك عبر التلويح بمبدأ الشرعية والاستقواء بالفيفا ( رغم أنها باتت بؤرة للفساد) وحتى بمناورات سياسية..فكلّ الطرق تؤدي الى مسالك جامعة المنزه ولا يهمّ طبعا مدى تدهور حال كرتنا..
مع نفس الوجوه التي تحوم حول كرسي الحكم فان وضع المشهد الكروي في تونس يعرف انحسارا لا مثيل له تنظيميا وكذلك في النتائج، فالمنتخبات الوطنية تشهد تراجعا مثيرا كما أن النزاعات والشكاوي في ازدياد ونموّ بلا حدّ..وصارت القضايا في ارتفاع لدى الهياكل الرياضية الدولية..
في خضمّ هذه التطورات لم نلحظ أي مساع ولا بوادر للاصلاح في كواليس الجامعة لرأب الصدع والقطع مع فوضى النزاعات التي تتناسل بشكل رهيب..ولذلك نكرّر القول ان الجميع لم يعتبر من درس حياتو حول الديكتاتورية الرياضية والتي مهما بلغت أوجّها فلن تسمح لأي كان بالاستمرار في منصبه..

طارق العصادي

المصدر: الجمهورية