مدونة "الثورة نيوز - عاجل": بقلم الطاهر بن حسين - وطن على حافة الهاوية :رجعت من سليانة في اوج انقطاع الكهرباء ووصلت الى مفترق حي الزهور/باردو حوالي الساعة السابعة مساء اي في احلك الظلمات. وبالطبع اشارات المرور غائبة وليس هناك شرطي واحد في محيط 5 كلم والتونسي كما تعرفون فاصبحت كل السيارات متوقفة لساعة او اكثر. سرب من السيارات يتجاوز الكيلومترات.
ولكن المريع ليس هذا بل عشرات العصابات من المنحرفين الذين يتسكعون بين السيارات ويصطادون كل شباك مفتوح لينتشلوا قلادة او هاتف جوال. صراخ وعويل خاصة بين النساء والاطفال. على بعد 5 امتار من سيارتي منحرف يمد يده من الشباك المفتوح بسبب الحرارة وينتشل هاتف جوال من فتاة في الخامسة عشر من عمرها. وحوالي على الاقل 10 سيارات اسرع سائقوها الى غلق شبابيكهم وابوابهم. انها الغاب بكل حيواناتها على مسافة 5 كلم من قصر الحكومة.
نزلت من السيارة بكل هدوء وسحبت بندقية الصيد من الصندوق الخلفي مع صندوق من الخراطيش. ورجعت الى مقعدي ووضعت البندقية على ركبتي. رأى المنحرفون ما قمت به واكتفوا بالابتعاد 10 امتار عن سيارتي واستمروا في عملهم. و عندئد فتح احدهم شباكه وقال لي "تكلّم عن هذا في قناة الحوار". فقلت في نفسي وهل ينفع ان نتكلم عن هذا في اي مكان؟
اهكذا اصبح وطني؟
