-أطالب وزير النقل بفتح تحقيق عاجل تكون نتائجه علنية...وأعرف أنه سيقرأ هذا...
" رأيت أن أحدّثكم عن القطرة التي أفاضت الكأس خلال رحلة العودة للوطن على متن طائرة تابعة لشركة الخطوط التّونسيّة بالأمس، مظلمة نغّصت فرحتي بملاقاة الأحبّة في الوطن، و أشعرتني بالإهانة. مظلمة لم و لن أنساها ما حييت.
لن أتذمّر اليوم بسبب التّأخير الذي غدى عادة مقدّسة في الخطوط التّونسيّة ، و لن أغضب لتضرّر كرسيّي المتحرّك (بلغة أخرى ساقي) كالعادة في كلّ سفرة عبر هاته الشّركة الوطنيّة جدّا، و لن أخبر عن فقداني لبعض أمتعتي و الفتح الوحشي لحقائبي كما حدث لي في إحدى السّفرات.
لطالما اعتبرت شركة الخطوط التّونسية الواجهة الأولى للوطن، و لا أزال إلى اليوم مصرّا على السّفر على متن خطوطها رغم الإهانات و سوء الخدمة المتكرّر التي أتعرّض إليها.
تمّ تسجيلي بأحد المقاعد الأمامية بطائرة من طراز بوينغ 500-737 نظرا لعدم قدرتي على ثني ساقيّ لأكثر من 80 درجة، و ساعدني والدي برفقة المختصّين في مطار تولوز بلانياك على الجلوس على المقعد المخصّص في تذكرتي. فأصرّ قائد الرّحلة و مساعده على أن أغيّر مقعدي و لمّا تبيّن عدم قدرتي على ذلك و أصررت على تمسّكي بمقعدي المخصص في التذكرة نظرا لأنّ الطّائرة غير مجهّزة بأبسط التّجهيزات الخاصة بالمعوقين خيّروني بين أن أجبر على الجلوس في وضعيّة مضرّة لساقي و بين النّزول. و أبوا إلاّ أن يستعينوا - لطردي من الطّائرة - بالشّرطة الفرنسية التي أبدت تفهّما و إنسانيّة غاب بين المسؤولين على الرحلة من بني وطني.
أبدا لم أشعر يوما بالإهانة و الإحباط كما شعرت بهما بالأمس، هي حادثة لم لن أنساها و سأتتبّعها ليس رغبة في التّعويض بل في الكرامة، و دفاعا عن من يعانون الإعاقة العضوية مثلي حتّى لا تتكرّر معهم الحادثة.."
سمير الوافي