ومن خلال قائمة الترشيحات لمنصب رئيس الحكومة يبدو حضور بورقيبة ساطعا وبارزا...فالقادمون من زمنه والمتخرجون من مدرسته السياسية حاضرون بقوة وجاهزون أكثر للمسؤولية...كأن الزمن توقف بتونس هناك فصارت عاقرا ولم تنجب بعد ذلك كفاءات وقامات تستنجد بها الدولة حين تحتاج الى قادة...كأن المدرسة البورقيبية هي مدرسة كل العصور...وكأن دولة بورقيبة القوية المهابة المحترمة العصرية ظلت مثالا ونموذجا...رغم انحرافها التاريخي نحو الديكتاتورية وخروجها عن سكة الديمقراطية...
ورغم أن أجيالا كثيرة متعلمة ومتكونة وكفائتها عالية تلت زمن بورقيبة...الا أن تلاميذ بورقيبة ظلوا في الصدارة سياسيا...وفشلت كل محاولات اغتياله معنويا وفكريا ورمزيا وتاريخيا...فحاولوا اغتيال ضريحه وفشلوا مرة أخرى وظل ضريحه الأقوى والأكبر والأبقى شامخا واقفا في قلوب أغلب التوانسة... بقلم سمير الوافي