شاه رسالة من سليم الرياحي إلى الجنرال رشيد عمار

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / رسالة من سليم الرياحي إلى الجنرال رشيد عمار / Video Streaming

مدونة "الثورة نيوز": كل الذي خدم الوطن من أي موقع كان يستحقّ منّا واجب الاحترام والتقدير والفريق أوّل رشيد عمّار هو أحد هؤلاء .
هذا الاحترام لا يمنع عنّا ابداء بعض الملاحظات حول حواره بيننا على التونسية :
أوّلا : تمنّيت لو ركّز السيّد رشيد عمّار قبل أن يصدر بعض الرسائل فلا تقوده العفويّة أكثر من اللازم نحو اصدار كلام ومواقف قد تعود بالضرر على الوطن وتغذّي حالة الشك وعدم الاطمئنان في نفوس مواطنيه بمختلف فئاتهم وكذلك الرأي العام الأجنبي، أن يقول أحد أبرز مسؤولي الدولة عن الأمن في البلاد أن تونس قد تتحوّل الى صومال في أي وقت فهذا بمنطق الأرقام التي أدّعي أنّي أفقه فيها شيئ ما هي خسارة مؤكّدة مباشرة في قلب اقتصاد البلاد ، لقد كان على الجنرال أن يفكّر ألف مرّة قبل أن يتحدّث بتلك العفويّة الغير دقيقة في وصف الوضع الأمني بالبلاد في ردّة الفعل الأولى لأي مستثمر ينوي استثمار أمواله في بلد من الممكن أن يتحوّل في أي لحظة الى صومال ويعيش اليوم على وقع تمرّد مسلّح ينوي قلب نظام الحكم !!!
ثانيا من الواضح أن الفريق أوّل رشيد عمّار قرّر الخروج أمس الى الاعلام تحت وقع ضيم نفسي بدى فيه مجروحا من ما ثبت له أنه استعداء لشخصه عرف بحدسه أنه سينتهي الى اقالته فخيّر استباق الخطوة بمرافعة اعلاميّة شاملة عن دوره وخدماته و أفضاله على الوطن -اختارها بقصد على منبر غير التلفزيون الوطني العمومي - ردّا على حملة التشكيك ليتوّج ذلك بالاعلان عن نيّته الذهاب الى التقاعد وهنا لا بدّ من الاشارة أن هذا التقليد الذي يخصّ الخروج الى الاعلام للحديث عشيّة الذهاب الى التقاعد أصبح تقليدا تونسيّا سبق له وزير الدفاع السابق عبد الكريم الزبيدي لكنّه في حالة السيّد رشيد عمّار بالذات برز في اعتقادي الشخصي كخطأ تمنّيت ألاّ يقع فيه سي رشيد لكي يحافظ على صورته كقائد مهيب ورصين وقوي لمؤسسة عسكرية يظلّ واجب التحفّظ دوما احدى علامات مهابتها وقوّتها في كل الأوقات فما بالك في وقت دقيق مثل الذي تمرّ به بلادنا ، للأسف لم تكن صورة قائد الجيش أمس أمام التونسيين هي ذات الصورة التي حملتها المخيّلة العامّة عن رشيد عمّار وهو صامت اذ كادت تتساوى بالأمس مع صورة شخص عادي يتحدّث بكل بساطة الوعي العامّي السائد تجاه أكثر المواضيع تعقيدا ودقّة .
خلاصة القول وبعد أن أعلن الفريق أوّل رشيد عمّار نيّته الذهاب الى التقاعد نقول أن الوقت قد حان أمام القيادات العسكريّة الجديدة وأمام الدولة لاعطاء الأولويّة اللازمة لتطوير مؤسستنا العسكريّة وتحديثها لتكون جاهزة للتأقلم مع كل الطوارئ الأمنيّة والتحديات المستجدّة التي تخص الأمن القومي للوطن حتى لا نبقى في منظومة دفاعنا الوطني رهائن لأشياء لم أستطع هضمها شخصيّا من قبيل "غياب دور العمد" أو النقص في "عدد المواطنين المراقبين " حسب رواية السيّد رشيد عمّار في تبريره للخلل الاستعلامي الذي تعاني منه منظومتنا الدفاعيّة ، لأنّي شخصيّا أشعر بخوف شديد اذا كان الرهان الجدّي في استراتيجيات الدفاع الوطني هو الرهان على العمدة أو المواطن الرقيب عوض الرهان على العمل الاستخباراتي العلمي والمنهجي الذي تتوفّر له الامكانات الماديّة واللوجستيّة الضرورية .
أطلب من السيّد رئيس الحكومة أن يتفضّل بيننا على قناة التونسية ليطمئن التونسيين ويعيد ثقتهم في سيطرة الدولة على الوضع وفي آفاق المستقبل كما نعبّر مرّة أخرى عن ثقتنا بأن المؤسسات تبقى دوما أهم من الأشخاص وأكثر دوام وجيشنا الوطني بضبّاطه وقياداته ومختلف الرتب فيه يبقى كمؤسسة وطنيّة راسخة رسوخ الدولة في المجتمع ضمانة لأمن الوطن ماضيا وحاضرا ومستقبلا بغضّ النظر عن الأشخاص وأسماءهم .
شكرا للسيّد رشيد عمّار على كل ما قدّمه ، وليوفّق الله جيشنا وبلادنا .
سليم الرياحي
سياسي ورجل أعمال