و ازداد الارتباك و الدهشة خصوصا و ان هذا الشاب توجه مباشرة الى طاولة كانت تجمع أكبر رموز اليسار بالبلاد على سبيل الذكر لا الحصر عميد كلية منوبة الحبيب القصدغلي الاعلامي زياد كريشان و نقيبة الصحفيين نجيبة الحمروني الشاعر الصغير أولاد أحمد و عدة وجوه أخرى منهم أجانب ...
و توقفت الانفاس عندما توجه الشاب السلفي مباشرة الى طاولة الجماعة التي ذكرناها و كان يحمل بيده شيئا كبير الحجم .. تبين أنها باقة ورد و الغريب في الأمر أنّ هذا الشاب قام بتقديم الورود للحاظرين معبّرا لهم أنّ مدينة الحمامات ترحّب بهم و تتسع للجميع ..
.كما قام بتجاذب أطراف الحديث معهم و أخبرهم أنّ الجميع أبناء وطن واحد و أنّ العداء المتزايد بينهم لن يوصل إلى أي نتيجة محمودة لأي طرف و أنّ من مصلحة البلاد أن نتعايش جميعا كأبناء وطن واحد و أن لا جدوى من العداء المتبادل بينهم و حملة التشويه التشهير التي يقوم بها البعض كلها على حساب أمن تونس و راحة أهلها ..
كما استشهد الشاب السلفي بمواقف للرسول صلى الله عليه و سلم في المدينة في تسامحه مع أصحاب الاديان الاخرى و انه عليه الصلاة و السلام لم يكن يعادي الناس لمجرد عقيدتهم بل كان يعادي من يعادي الاسلام و يحول دون نشر الدين الذي بعثه الله من أجله ..
الجدير بالذكر أنّ هذه الخطوة الجريئة لاقت الترحاب و الإستحسان من جميع الحاضرين الذين قاموا بمعانقة الشاب و تهنئته بهذا الفكر المسالم و على جرأته .
و قد تركت هاته الحادثة انطباعا متابينا عند كل من سمعها من اهل الحمامات و صارت حديث النوادي بين داعمين لها ويشجعون تكرارها و آخرين يرون عدم جدواها .
