
مفاجأة لم ينتظرها أحد لأن الاتفاق تمّ مع الحبيب نصرة في جلسة جمعته بوديع بالرحومة وبمعز البودالي وهو صاحب مؤسسة فندقية تطوّع للمساهمة في التونيتون منذ البداية بشبكة علاقاته وبإمكاناته المادية، أكثر من ذلك تدخّل توفيق مجيّد لدى الديوان الوطني للإرسال الإذاعي والتلفزي لتمكين أي قناة ترغب في بث السهرة من الإشارة التلفزية مجانا باعتبار أن التونيتون بادرة وطنية تهدف إلى مساعدة شبان تونسيين على الخروج من البطالة ، وعلى الرغم من المحاولات المتكررة للاتصال بباعث القناة وبابنه فقد كانت دون جدوى ، أما ياسين حسن الذي كان يفترض أن يمثل تلفزيون نسمة في تنشيط السهرة فقد تميز بغيابه مرّة واحدة.
لا يحتاج المرء إلى عناء ليستنتج أن المعالجة الإعلامية للتونيتون كانت مخيبة للآمال على الرغم من وقوف إعلاميين مشهود لهم بالكفاءة يعملون في أهم القنوات التلفزيونات(فرنسا 24،الجزيرة، BBC ) وراء هذه البادرة، إذ كان من الواضح أن عدة أطراف لم تكن ترغب في إنجاح التظاهرة وحتى إن لم تقم بتعطيلها.
ودون السقوط في إلقاء المسؤولية على هذا الطرف أو ذاك، لا بد على الجميع أن تكون لهم القدرة على النقد الذاتي لتقييم الأخطاء لتفاديها في السهرات القادمة إن صحّ العزم على مواصلتها في إطار جمعية( التونيتون) التي يترأسها الوزير السابق محمد الناصر (الذي تغيّب بسبب عارض صحي، كما تغيّب جلّ أعضاء الجمعية دون سبب واضح، "اللهم إلا إذا كانوا منشغلين بحلويات العيد").
الملاحظة الأساسية أن جماعة التلفزيون تعاملوا مع الحدث بإعتباره منوعة مثل غيرها من المنوعات السيّارة في الوطنية 1 والوطنية2 ولذلك لم تختلف كثيرا عن "عشوية الأحد" أو "موزيكا وفرجة" ...من حيث التصوّر وأسلوب التنشيط حتى أن المرء يظن أن هناك مدرّسا واحدا يلقّن منشطات هضبة الهيلتون نسق الكلام و حتى طريقة الابتسام ، كان واضحا أن السهرة أعدّت على عجل وأن منتجها لم تكن له صلاحيات واضحة إذ تم إعلامه في آخر لحظة من طرف إدارة منشغلة بخبر إقالتها- فتغيبت عن الحضور ولو بشكل رمزي خلال السهرة - برفض دعوة أي رجل أعمال ، وهو قرار غريب لأنه يفترض أن يكون رجال الأعمال الشريحة المستهدفة، فهم أقدر الناس ماليا على التبرع .