
أخبار تونس العاجلة من الثورة نيوز - دعا المدير العام لمركز اليقظة الدوائية، الدكتور رياض دغفوس، إلى التعجيل بتلقي التلقيح ضد الإنفلونزا الموسمية وعدم التهاون في هذا الإجراء الوقائي، خاصة في ظل المؤشرات التي تفيد بتزايد انتشار المتحور الجديد K المتفرع عن فيروس الإنفلونزا الموسمية A (H3N2)، والذي بدأ يسجل حضوره خلال الفترة الأخيرة. وأوضح دغفوس أن هذا المتحور، رغم حداثته، لا يختلف كثيرًا من حيث الأعراض عن نزلات البرد والإنفلونزا الموسمية المعتادة، إذ تتجلى أعراضه في ارتفاع الحرارة، السعال، آلام العضلات، التعب العام والرشح، وهو ما قد يدفع البعض إلى الاستهانة به، غير أن سرعة انتشاره تفرض التعامل معه بجدية ومسؤولية.
وأشار الدكتور دغفوس إلى أن الأسابيع القادمة قد تشهد ارتفاعًا تدريجيًا في عدد الإصـ ـ-أاابات، وهو ما يجعل التلقيح إجراءً ضروريًا في هذا التوقيت لتقليص حدة العدوى والحد من المضاعفات المحتملة، مؤكدًا أن اللقاح يبقى الوسيلة الأنجع لحماية الأفراد والجماعات، خاصة الفئات الأكثر هشاشة. وفي هذا السياق، شدّد على ضرورة إقبال كبار السن، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب والجهاز التنفسي، إضافة إلى النساء الحوامل، على تلقي التطعيم دون تأخير، لما يوفره من حماية لهم ويخفف من الضغط على المنظومة الصحية.
وبيّن دغفوس أن المتحور K يتميز بسرعة كبيرة في الانتقال بين الأشخاص، ما يفسر انتشاره السريع، لكنه في المقابل لا يُصنّف ضمن المتحورات الشديدة الخطورة من حيث التأثيرات الصحية العامة، وهو ما لا يعني الاستهانة به أو تجاهل إجراءات الوقاية. ودعا إلى الالتزام بجملة من التدابير الوقائية البسيطة والفعالة، من بينها ارتداء الكمامة في الفضاءات المغلقة والمزدحمة، وتهوئة المنازل بانتظام، والحرص على غسل اليدين بالماء والصابون أو استعمال المطهرات، خاصة بعد السعال أو العطس وقبل الأكل.
كما حذّر المدير العام لمركز اليقظة الدوائية من اللجوء العشوائي إلى استعمال المضادات الحيوية دون استشارة طبية، مبرزًا أن هذه الأدوية غير فعالة ضد الفيروسات، وأن استخدامها غير المبرر قد يؤدي إلى مقاومة بكتيرية خطيرة ويخلّف آثارًا جانبية على صحة الإنسان. وفي ما يتعلق بالتعامل مع ارتفاع الحرارة والأوجاع المصاحبة للإنفلونزا، أوصى باستعمال الباراسيتامول كخيار أول وآمن، مع ضرورة الالتزام الصارم بالجرعات الموصى بها وعدم تجاوزها.
وختم دغفوس بالتأكيد على أن الوعي الصحي والالتزام بالتلقيح والإجراءات الوقائية يشكلان خط الدفاع الأساسي في مواجهة الإنفلونزا الموسمية ومتحوراتها، داعيًا المواطنين إلى التحلي بالمسؤولية الجماعية لحماية أنفسهم وحماية الفئات الضعيفة داخل المجتمع.