أخبار تونس العاجلة من الثورة نيوز - تُشير آخر المعطيات الجوية إلى دخول البلاد في فترة من التقلبات المناخية بداية من مساء يوم الجمعة، حيث يُنتظر نزول كميات هامّة من الأمطار تشمل عدداً من مناطق الشمال والساحل، مع تواصل هذه الاضطرابات خلال يوم السبت، وفق ما أكده المهندس بالمعهد الوطني للرصد الجوي محرز الغنوشي. وأوضح الغنوشي أن هذه الأمطار تُصنّف في المجمل على أنها طيبة، غير أنّ الوضع الجوي يبقى قابلًا للتطور، خاصة في مناطق الوطن القبلي، حيث قد تكتسي الحالة الجوية صبغة إنذارية في حال ارتفاع كميات التساقطات أو اشتدادها، وهو ما يستدعي اليقظة والمتابعة المستمرة للوضع.
وأضاف الغنوشي أن مصالح المعهد الوطني للرصد الجوي تواصل مراقبة تطورات الحالة الجوية بشكل متواصل، مع الحرص على إعلام المواطنين بكل المستجدات في الإبان، بهدف تمكينهم من اتخاذ الاحتياطات الضرورية، داعيًا إلى توخي الحذر خاصة أثناء التنقلات وفي المناطق التي يُتوقع أن تشهد تساقطات هامة.
وفي السياق ذاته، أفاد الأستاذ المُبرّز في الجغرافيا والباحث في المخاطر الطبيعية والخبير في الشأن المناخي عامر بحبة، خلال مداخلة إذاعية، أن تونس ستتأثر بمنخفض جوي جديد بداية من مساء يوم الجمعة 26 ديسمبر 2025، على أن تمتد انعكاساته خلال يومي السبت والأحد. وبيّن بحبة أن هذا المنخفض يتمركز حاليًا بوسط البحر الأبيض المتوسط، وقد خلّف خلال الساعات الماضية اضطرابات جوية قوية بعدد من الدول الأوروبية، على غرار إيطاليا وفرنسا، حيث تسبّب في هطول أمطار غزيرة وتساقط للثلوج مصحوب بانخفاض ملحوظ في درجات الحرارة، قبل أن يتجه تدريجيًا نحو السواحل التونسية.
وأوضح الخبير في طقس تونس أن الفترة الأكثر حدّة في هذه التقلبات الجوية ستكون ما بين مساء الجمعة وصباح السبت، حيث يُنتظر تسجيل كميات معتبرة من الأمطار في بعض المناطق، ولا سيما ولايات الشمال الشرقي، مع إمكانية تواصل الاضطرابات بشكل متفرق إلى حدود يوم الأحد، دون أن تكون بنفس الشدة.
وبخصوص المناطق الجنوبية، أكد عامر بحبة أن فرص نزول الأمطار تبقى محدودة للغاية، وقد لا تتجاوز ظهور بعض السحب العابرة التي لا يُنتظر أن تُخلّف تأثيرات تُذكر على الوضع العام.
وفي جانب آخر من التحذيرات، نبّه المتدخل إلى الانخفاض المرتقب في درجات الحرارة خلال فترات الليل وساعات الصباح الباكر، خاصة بالمناطق الداخلية والمرتفعات الغربية مثل القصرين والكاف وسيدي بوزيد والقيروان وقفصة، حيث يُحتمل تشكّل الجليدة في بعض الأماكن، الأمر الذي قد ينعكس سلبًا على بعض الزراعات، ما يستوجب أخذ الاحتياطات اللازمة من قبل الفلاحين.
وفي ختام حديثه، أشار عامر بحبة إلى أن المؤشرات المستخلصة من النماذج العددية تُبرز إمكانية تشكّل منخفض جوي جديد خلال النصف الثاني من الأسبوع المقبل، بالتزامن مع بداية شهر جانفي 2026، وهو ما قد يُساهم في تحسّن الوضع المطري بالبلاد بعد فترة من الاستقرار النسبي، ويُنعش الآمال في موسم فلاحي أفضل خلال الفترة القادمة.